تقارير

دراسة الحمض النووي للمومياوات والهياكل العظميه أثبتت أن حضارة مصر بيضاء لا سوداء

مفاجآت فى الجزء الثالث من دراسة د. خفاجه :

  • دراسة الحمض النووي للمومياوات والهياكل العظميه أثبتت أن حضارة مصر بيضاء لا سوداء

فى أحدث دراسات الفقيه المصرى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المصرى المتخصص علمياً فى تاريخ أنظمة الحكم فى مصر القديمة وتراث الشعوب والمعروف بأبحاثه العلمية الوطنية بعنوان :” رسالة إلى العالم مصر القديمة شعباً وحكاماً ليسوا أفارقة وكليوباترا المفترى عليها فى الفن والسياسة “, وهو الموضوع الذى يحتل الأهمية القصوى عالمياً ويشغل بال المجتمع الثقافى الدولى ويؤثر على ثوابت التاريخ المصرى القديم, ونظرا لما ستعرضه شبكة نتفليكس “Netflix ” 9 مايو 2023 لفيلم باسمQUEEN CLEOPATRA ” ” الملكة كليوباترا، بظهورها سوداء بمظهر إفريقي ومغالطات تاريخية عن مصر القديمة وعن شخصية الملكة كليوباترا ذاتها , لذا وجب مخاطبة الرأى العام العالمى لمواجهة تزييف تراث الشعوب, وسوف نعرض للجزء الثالث من هذه الدراسة المهمة للفقيه المصرى الذى يعد واحداً من العلماء المتخصصين فى فلسفة وتاريخ القانون المصرى القديم فيما يلى :
أولاً : دراسة الحمض النووي للمومياوات والهياكل العظمى أثبتت أن حضارة مصر بيضاء لا سوداء
يقول الدكتور محمد خفاجى هناك مؤامرات على شبكات التواصل الاجتماعي -المؤامرة الصهيونية – تروج لبث القصص الخيالية أن مصر القديمة وملوكها عبر تاريخها من الأفارقة السود , ومصدر الإلهام وراء هذه “المركزية الأفريقية” شهد توهجا منذ عام 1952 بسلسلة من المقالات والكتب للمؤلف الأفريقي CA Diop وهى تسعى جاهدة لإثبات أن المصريين القدماء كانوا “سودا” عرقياً ومن أصل كل الحضارات زوراً وبهتاناً .
ويضيف الدكتور محمد خفاجى يكفى للدلالة على افتراء المؤلف الإفريقى CA Diop وابتعاده عن المنهج العلمى الوثائقى كما قال برنارد لوجان ودونه فى كتابه “mythes et manipulation de l’Histoire africaine” ، أن أطروحات المؤلف الأفريقي CA Diop هي عبارة عن قصص من نسج خياله يروي قصة تهدف إلى جعل مستمعيها يحلمون وليس نتاج بحث علمي حقيقي , وضرب برنارد لوجان مثالا على كذب المؤلف الأفريقي CA Diop فقد تخيل ديوب في الشعر المجعد للمرأة المصرية الجميلة الدليل على “أفريقيتهن “.ولسوء حظه العاثر ، كانت مجرد باروكات منتشرة في الطبقة الأرستقراطية في الإسكندرية أو طيبة وتم العثور يقينا على أدلة أثرية على هذا النوع من التلاعب مئات المرات في جميع أنحاء عمل المؤلف الأفريقى الناقم على الحضارة المصرية القديمة .
ويشير الدكتور محمد خفاجى أثبتت دراسة المومياوات والهياكل العظمي مع كل عملية تنقيب أثري جديدة أن المصريين لم يكونوا من “الجلد الأسود” وفي الواقع فإن دراسة الشعر والجلد وأيضًا العظام وشكل الجمجمة تجعل من الممكن تصنيف الأجساد وفقًا للعرق , و من المؤكد أن قدماء المصريين ، شعباً وحكاماً ، لم يكونوا من النوع “الأفريقي” هذا ما انتهى إليه جمهرة العلماء والمؤرخين المنصفين .
ويذكر أن هناك دراسة علم الوراثة من خلال مقارنة وجود مثل هذه الخصائص الكروموسومية أو تلك ، تجعل التأكيد على وجه اليقين أن السكان الذين سكنوا مصر القديمة لم يكن لهم علاقة كبيرة بالسكان السود الأفارقة , وتم تأكيد هذه البيانات بشكل أكبر من خلال دراسة جديدة بفرنسا للحمض النووي للمومياوات ، والتي أثبتت أن المصريين في ذلك الوقت كانوا أقرب جسديًا إلى السكان الآخرين في الشرق الأوسط ، حتى الأوروبيين ، لا من الشعوب الأفريقية الأخرى.
ويوضح أن المتتبع لدراسة تاريخ القانون والقوالب الاجتماعية السائدة فى مصر القديمة سيجد أن المصريين لم يكونوا فى أى مرحلة من مراحل مصر القديمة “سود” باستثناء سلالة واحدة غير معروفة عند العلماء من الأسرة الخامسة والعشرون ، في القرن الثامن قبل الميلاد ، كان الفراعنة بالتالي قريبين عرقياً من السكان الفينيقيين وليسوا سود ، مثل كل المنطقة قبل الهجرات العربية الكبرى, بل كان رمسيس الثاني أحمر الرأس ، وكان توت عنخ آمون يمتلك تركيبًا وراثيًا بنسبة 70% مشابهاً للتركيبة الأوروبية وليس أسود , وكانت كليوباترا ابنة سلالة من المقدونيين الشقر لا السود .فالسواد لم يلحق الحضارة المصرية القديمة .
وعلى ذات النهج الأسود في نهاية الثمانينيات من القرن الماضى تناول المؤرخ الأمريكي مارتن برنال هو باحث في تاريخ العصور الكلاسيكية ‏ ومؤرخ أمريكي، ولد في 10 مارس 1937 في لندن في المملكة المتحدة، وتوفي في 9 يونيو 2013 في كامبريدج في المملكة المتحدة هذه الأطروحة السوداء عن طريق أثينا ذاتها وأصدر كتابه أثينا السوداء: الجذور الأفريقية والأسيوية للحضارات الكلاسيكية (Black Athena: The Afroasiatic Roots of Classical Civilizatio) هو كتاب من ثلاث مجلدات يتناول فيه تاريخ الإغريق القدماء من منطلق مغاير للمعتاد عند المؤرخين المعاصرين ليصل لمجرد الثقافة المصرية السوداء , وقد انبرى له العديد من المؤرخين فى عصره نقدا وتفنيدا يصل إلى حد اتهامه بالكذب فما كان منه إلا الادعاء الكاذب بالمؤامرة العنصرية ضد العالم الأكاديمي وهى أبعد ما تكون إليه .
ثانياً : جليدون عام 1844 خلع ملابس المومياوات وأثبت “بياضها”
يقول الدكتور محمد خفاجى تفاقم الجدل عن مدى بياض أو سواد ملوك مصر القديمة بشكل خاص من قبل بعض “العلماء” مثل جورج روبين جليدون (1857 – 1809 ) عالم المصريات الذي نصب نفسه حكماً لتحديد لون بشرة ملوك مصر القديمة من خلال قيامه بالعديد من المؤتمرات التي تميزت بلحظة مهمة هى خلع ملابس المومياوات لإثبات “بياضها” وهو موضوع أثار جذب لجمهورالمثقف , وهو لا يهدف فقط إلى التعريف بمصر القديمة ولكن أيضًا لتبرير – من خلال الأدلة الأثرية – الأصل “القوقازي” للمصريين القدماء , إذ كتب جليدون في كتابه ” أوتيا إيجيبتياكا ” عام 1849 على النحو التالي: (نرى في جمجمة هذا الرجل أحدنا ، قوقازيًا ، رجلًا أبيضاً نقيًا ، على الرغم من القار الذي أفسد جلده). وكان الهدف من هذه المؤتمرات هو دحض أي فكرة عن “سواد” الجلد بين قدماء المصريين ، وذلك بفضل دراسات قياس الجمجمة .
ويشير الدكتور محمد خفاجى أنه لا يمكن لمصر القديمة ، بفخامة آثارها وحضارتها التليدة ، أن تأتي من السكان الأفارقة السود , وفى مواجهة أتباع نظرية عالم الأنثروبولوجيا الأمريكى صموئيل جورج مورتون عن الأصول البشرية ، قدم جليدون العديد من جماجم المومياوات التي من شأنها أن تمكن من نشر Crania Ægyptiaca في عام 1844 لدحض افتراء قسطنطين فرانسوا ڤولني ‏ – هو فيلسوف مؤرخ، رحالة، مستشرق وسياسي فرنسي يشتهر باسم ڤولني – جاءت كتاباته عن مصر مليئة بالحقد والنقد لأحوال الشعب والبلاد وادعى كذباً وبهتانا أن تمثال أبو الهول في الجيزة يثبت أن السكان المصريين كانوا من السود ، وهو محض افتراء دحضه بالدليل الأثرى العالم جليدون وغيره من العلماء الثقات .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى