تمتلك الصين السيطرة على معظم الصناعات العالمية منذ عقود، بدءًا من إنتاج المواد عالية الجودة المستخدمة في صناعة خلايا البطاريات، وانتهاءً باتباع أحدث التقنيات والتطورات في هذا المجال. ولهذا السبب، فإن البطاريات صينية الصنع أصبحت ضرورية في تصنيع السيارات الكهربائية وتطبيقات أخرى. وتعمل شركة فورد (Ford) مع شركة CATL الصينية، وهي أكبر مصنع لبطاريات الليثيوم في العالم، على بناء مصنع للبطاريات في ولاية ميشيغان الأمريكية. ولكن التعقيدات السياسية قد تعرقل صفقتهما، مما يؤكد أن الصين ستحتفظ بأفضلية في قطاع البطاريات في المستقبل.
لماذا يجب العمل مع شركات تصنيع البطاريات الصينية؟
تمتلك الشركات الصينية القدرة على صنع بطاريات عالية الجودة بكميات كبيرة وبتكلفة منخفضة، وهو ما يجعل من تجنّب استخدام البطاريات الصينية غير مجدٍ من الناحية التجارية. وتستخدم بطاريات “إل إف بي” في مصنع شركة فورد الجديد فوسفات الحديد والليثيوم بدلاً من الكوبالت والنيكل المستخدمان في بطاريات “إن إم سي”. تكلفة تصنيع بطاريات “إل إف بي” أقل وتتمتع بدورة حياة أطول وأكثر أمانًا من ناحية احتمالية الاحتراق. ويعزى ذلك إلى الابتكار العالي المستوى ضمن شركات تصنيع خلايا البطاريات الصينية، مما جعل شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية رائدة في هذا المجال. وتتفوق الصين على الدول الأخرى بأشواط من ناحية القدرة على إنتاج الخلايا، كما أنها تسيطر على معظم سلاسل التوريد الخاصة بالبطاريات.
تكنولوجيا البطاريات تدخل السياسة الصينية الأميركية
قبل أن تحتكر الصين هذه المواد، أصبحت تقنية البطاريات في الولايات المتحدة والصين أكثر انتشارًا. وعلى الرغم من أن شركة فورد توخّت الحذر في البداية، لتزيد فرص نجاح مصنع البطاريات الذي تقوم ببنائه حاليًا في ولاية ميشيغان، فقد ضمنت الصفقة مع شركة سي أيه تي إل عدم حصولها على أي حصة في المصنع أو السيطرة عليه، وبدلاً من ذلك حصلت شركة فورد على ترخيص لاستخدام تكنولوجيا الشركة الصينية في صنع البطاريات، ويساعد ذلك منتجات شركة فورد على التأهل للحصول على أشكال الدعم المنصوص عليها في خطة السياسة الصناعية الطموحة التي وضعتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تتمثل في قانون الحد من التضخم. ورغم ذلك، لا يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها شركة فورد كافية، فقد أصبحت العلاقة مع الصين من أهم القضايا الخلافية في السياسة الأميركية، حيث انسحب حاكم ولاية فرجينيا من المسابقة لبناء مصنع شركة فورد في ولايته، بعد أن قررت شركتا فورد وسي أيه تي إل بناء المصنع في ولاية ميشيغان، وطالب عضو مجلس الشيوخ الأميركي، ماركو روبيو، المعروف بموقفه المتشدد تجاه الصين، علنًا الحكومة الفدرالية ولجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، بمراجعة الصفقة بين الشركتين،
ولكن الاتهامات المتعلقة بالتعاون مع الصين تتسم بالحساسية في الوقت الحالي في السياسة الأميركية.
وفي النهاية، يبدو أن شركة فورد اتخذت قرارًا مناسبًا في التعامل مع تكنولوجيا البطاريات الصينية، حيث استفادت منها دون السماح للشركة الصينية بالتحكم في المصنع، وهو ما يمكن أن يؤثر على المصلحة الوطنية الأميركية في مجال الصناعة والتكنولوجيا. ومع ذلك، يظل السؤال حول مدى تأثير العلاقة بين الشركات الأميركية والصينية على السياسة الاقتصادية والتجارية في المستقبل.
اللحاق بركب الصين
أفاد موقع تيك توك (TikTok) بوصول عدد مستخدميه النشطين الشهري في الدول الأوروبية إلى 125 مليون مستخدم خلال الستة الأشهر الماضية، ويخطط شركة بايت دانس (ByteDance) لتخصيص مركزين جديدين للبيانات في المنطقة لتخزين بيانات المستخدمين محلياً. وقد استخدمت الصين قائمة الكيانات غير الموثوقة لفرض عقوبات على شركتي لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) ورايثيون (Raytheon) بسبب بيع الأسلحة إلى تايوان، ويعتقد الخبراء أن هذه الخطوة جاءت كرد على القائمة السوداء الأميركية التي ضمت 6 كيانات صينية بسبب حادثة منطاد التجسس في يناير/ كانون الثاني 2023. وبالرغم من أن العدد الرسمي لضحايا الموجة الأخيرة من الإصابات بمرض كوفيد-19 في الصين يبلغ 83,150 وفاة، فإن تقديرات خبراء علم الأوبئة تشير إلى أعداد أعلى بكثير وتتراوح بين 970 ألفاً و1.6 مليون وفاة. وأعلنت شركتا بايت دانس وتينسينت (Tencent) عن تسريح عدد من الموظفين العاملين في الفرق المتعلقة بتكنولوجيا الواقع الافتراضي في منتصف شهر فبراير/ شباط 2023. ويسلط عودة تطبيق ديدي (DiDi) للنقل حسب الطلب في الصين الضوء على التوازن الحساس بين أهداف الحكومة الصينية المتمثلة في السيطرة على شركات التكنولوجيا العملاقة وتعزيز النمو الاقتصادي
مشكلة ازدياد الطلب على محطات الشحن في الصين
يواجه إنشاء بنية تحتية لمحطات الشحن التي تلبي الاحتياجات الناجمة عن ارتفاع عدد السيارات الكهربائية في الصين تحدياً كبيراً، وذلك وفقاً لتقرير مجلة تايم ويكلي الصينية. فقد اضطر مالكو السيارات الكهربائية في الصين إلى الانتظار لساعات طويلة في محطات الخدمة على الطرق السريعة لشحن سياراتهم، خاصة في فترة نهاية السنة القمرية. وعطّلت موجة حر شديدة شبكة التغذية الكهربائية في بعض مناطق الصين في صيف عام 2022، مما أظهر حاجة ملحة لتطوير بنية تحتية قوية وفعالة لشحن السيارات الكهربائية. وحالياً، تخدم كل منصة شحن عامة واحدة في الصين، وهذا يعني أن أكثر من 12 شخصاً يملكون سيارات كهربائية لا يستطيعون شحنها في أماكن سكنهم في الأحياء الحضرية المكتظة بالسكان. لذلك، يلجأ بعض مالكي المنصات الخاصة لتأجيرها، والتي لا تستخدم 90% من الوقت، ويمكن أن تتجاوز أرباح تأجيرها 2000 يوان (290 دولاراً) كل عام. ومع ذلك، فإن مشاركة المنصات الخاصة مع مالكي السيارات الكهربائية الآخرين لم تنتشر بشكل كافٍ، حيث إن التقديرات تشير إلى أن 2.1% فقط من المنصات الخاصة تتم مشاركتها.