باريس 2024 – قصص قصيرة من الألعاب: الطالب الذي حلم بتوحيد الناس خلال مراسم الاختتام
القاهرة: «دريم نيوز»
“أنت لست جادًا عندما يكون عمرك 17 عامًا”كتب آرثر رامبو. ولعل هذا هو السبب الذي دفع جون إيان وينج إلى إرسال هذه الرسالة إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية قبل يومين من نهاية دورة الألعاب الأولمبية في ملبورن عام 1956. ولولا هذه الخفة، والتفاؤل، والتأمل الذي يتناسب مع عصره، لربما امتنع عن المشاركة.
قبل أن يرسل هذه الرسالة التي ستغير وجه الألعاب الأولمبية إلى الأبد، كان هذا الطالب الأسترالي من أصل صيني يراقب بعجز كيف تزايد التوتر الذي كان ينخر الألعاب المنظمة في بلاده من الداخل. صحيح أن عام 1956 كان صعباً بشكل خاص على المستوى الجيوسياسي. فقد غزت القوات السوفييتية المجر. وكانت أزمة قناة السويس قد اندلعت للتو بين إسرائيل، بدعم من فرنسا والمملكة المتحدة، ومصر، التي أنقذها التدخل المشترك للولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. ورغم كونهما حليفين بحكم الظروف، فقد استمرا في تكريس نفسيهما لكراهية شرسة، والتي وجدت مكانها حتى في الإطار الأولمبي، حيث كان من المفترض الحفاظ على الهدنة أثناء الألعاب.
لم يكن هذا هو الحال على الإطلاق أثناء مباراة كرة الماء المشينة بين الفريقين السوفييتي والمجري، والتي سُجِّلَت في التاريخ باسم “حمام الدم في ملبورن”، حيث قاتل الرياضيون في مسبح تحول لون الماء فيه إلى الأحمر… مثل ملايين المتفرجين، لم يكن بوسع جون إيان وينج إلا أن يراقب التصعيد والحريق الذي كان يهدد في كل لحظة. ثم خطرت له فكرة بسيطة للغاية، لكنها كانت كفيلة بإحداث ثورة في تنظيم الألعاب الأوليمبية.
لقد سئم الطالب من البروتوكول البارد الذي يختتم كل دورة ألعاب أوليمبية، حيث تستعرض الدول أعلامها كما في حفل الافتتاح. وهو أول من اقترح تجاهل هذه الأعراف والتجمع معًا على المضمار.
كان جون إيان وينج غير مقتنع بفكرته، وكان ساذجًا للغاية، لدرجة أنه لم يوقع حتى على الرسالة التي أرسلها إلى رئيس اللجنة المنظمة، السير ويلفريد كينت هيوز. ولم يتبق من هذه الرسالة سوى بضع كلمات ضاعت في غياهب الزمن: “لن تكون هناك سوى أمة واحدة. وستنسى الحرب والسياسة والقوميات. ويمكنك تحقيق ذلك بطريقة بسيطة. لا ينبغي تشكيل أي فريق، ولا ينبغي أن يكون هناك أكثر من زميلين في الفريق معًا”.
للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: francetvinfo