تقارير

في ذكرى ميلاده.. إبراهيم أصلان يصف لقائه الوحيد بالعقاد في "خلوة الغلبان"

تناقلت اليوم وسائل الاعلام المحلية والدولية خبرا بعنوان، في ذكرى ميلاده.. إبراهيم أصلان يصف لقائه الوحيد بالعقاد في "خلوة الغلبان" ، ونستعرض لحضراتكم اهم ما دار حول الموضوع وأهم ما ورد في تناوله علي موقعكم دريم نيوز.  

 

تحل اليوم الأحد ذكرى ميلاد الكاتب والروائي الراحل إبراهيم أصلان، الذي يعتبر من أدباء جيل الستينات البارزين الذين كتبوا عددا من الروايات التي لا تزال عالقة في أذهان القراء حتى الآن ومنها ما تم تحويله إلى أفلام سينمائية، وأشهرها “ملك الحيرون” الذي تم تحويله إلى فيلم سينمائي. “الكيت كات” الشهير لمحمود عبد العزيز.

ومن مؤلفات إبراهيم أصلان كتابه «خلوة المغلوب» الذي يضم عدداً من مقالاته التي تحدث فيها عن لقائه الوحيد مع الكاتب عباس محمود العقاد. رواه تحت عنوان «لقاء منفرد مع العقاد»، وقال إن العقاد مثل له حالة من الرعب لا تنتهي، حتى بعد قراءة بعض أعماله دون أن يتحول إلى أحد محبيه. القراء أو الكارهين.
وحدث أنني أيضًا كنت قد حصلت على المدرسة الابتدائية القديمة فقط، ثم كنت أذهب وأعود أمام أهلي وأصدقائي حاملاً المزيد من الكتب، مما جعلني أتعرض بين الحين والآخر لسماع هذه العبارة المؤذية: الشرف، ظن نفسه العقاد، وبالتالي الرجل الذي مثل مع طه حسين أجنحة الأسطورة التي سيطرت… لقد تحولت حياتنا الفكرية والروحية إلى رعب رهيب ليس له فضل إلا الحرمان. مني. وعندما تأتي سيرة العقاد كان والدي يقول وهو جالس على الأريكة
عبث بمسبحته: «أوه، إلى اللقاء! هذا عظيم.” ورغم أنه -رحمه الله- لم يقرأ حرفًا واحدًا منها، إلا أن ذلك كان زمنًا كان الكتاب يلجأون فيه إلى جمل ذات معاني عظيمة تكتسب حياة مستقلة عن حياة مؤلفيها، وتنتشر بين الناس. الناس وأثرت فيهم أكثر. مما يؤثر على كتابتهم نفسها.

وذكر أصلان أنه لم ير العقاد إلا في أحد أيام عام 1963. كنت في زيارة للصديق والكاتب الراحل ضياء الشرقاوي في شركة الأسمدة حيث كان يعمل في عمارة الإيموبيليا. وما أن تركته وتابعت طريق الشريف حتى فوجئت بالعقاد قادماً على نفس الرصيف. أمامي بقيت في مكاني، أستوعبه كله دفعة واحدة: قامته الطويلة، وبدلته الخفيفة المخططة، والنظارات، والكوفية الطويلة الرفيعة، والطربوش القصير المائل. هل كان يرتدي الطربوش حقًا، أم أن خيالي هو الذي يضيف الآن؟ ومثل كل أسطورة جليلة يمكنها أن تتحرك على قدمين، فإن “احتلال” هو الإطار المعد لها في روحي لكي تنشغل بالكامل، دون زيادة أو نقصان. فلما اقترب وواجهني رفعت وجهي فرأيت العيون الواضحة، ولما مر بي التفت وسرت خلفهما، وأحسست وأنا أتبعه أنه لو كان العقاد أطول مني ذلك، أو باختصار، بإصبع واحد، لا يمكن أن يكون العقاد أبداً.

وتابع أصلان قائلا: لم يمض وقت طويل حتى توقف أمام إحدى المكتبات الصغيرة التي تباعدت مداخلها على رصيف نفس الشارع.

لم تكن هناك كتب معروضة، ولكن كانت هناك أدوات مكتبية على رفوف زجاجية نظيفة معلقة. رأيته ينحني على مسافة من عتبة المكتبة لطوله، وينظر إلى قلم في صندوق مفتوح على أحد هذه الرفوف. فعل ذلك لبعض الوقت، ثم مد يده إلى جيب سترته الداخلي وأخرجه. قلمه، وانحنى أكثر وهو يمسكه بين يديه. نظر إليه أيضًا، وعاد للتأمل في القلم المعروض، وقضى وقتًا طويلاً في المقارنة بين القلمين.

يقول أصلان: اقتربت خائفاً ظاناً أنه وجد رفيقاً لقلمه، ووقفت على بعد خطوتين منه، فرأيت القلم معروضاً، ورأيت القلم بين أصابعه، فتعجبت. ولم يكن هناك أي تشابه أو مقارنة، لا في الحجم ولا في اللون.
وهكذا وقفت ساكناً أحدق في الأدوات المعروضة مثل أي عميل آخر، وأشعر أنه يستشعرني دون أن يلتفت. ثم ألقى نظرة أخيرة بين القلمين، وأعاد قلمه إلى جيبه وهو يعتدل ويمشي أمامي وهو يفكر في السؤال.
الرصيف الواسع، وهناك انعطف عند زاوية المبنى الكبير، واختفى. ومرت بضعة أشهر وتوفي.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: albawabhnews

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى