اعتقال 79 مزارعا فى فرنسا حاولوا الهجوم على أكبر أسواق أوروبا

وتصاعدت التوترات بين المزارعين الفرنسيين وجهات إنفاذ القانون مرة أخرى في يوم جديد من الاحتجاجات، واعتقلت السلطات ما لا يقل عن 79 مزارعا حاولوا دخول سوق للمواد الغذائية يقع في باريس، أكبر مركز للبيع بالجملة في أوروبا.

وقالت صحيفة 20 دقيقة الإسبانية، إن الشرطة الفرنسية قامت بالاعتقالات بناء على أمر صريح من وزير الداخلية جيرالد دارمانين، الذي أمر بالحفاظ على رونجي، مما حول السوق إلى خط صدع بين الشرطة والمزارعين.

ويخيم التوتر على المنشآت منذ الصباح الباكر، حيث تواجد عدد من الجرارات أمام الشرطة. وبعد ذلك، عصى خمسة عشر مزارعاً أوامر الشرطة الفرنسية، ولهذا أصبحوا أول من يتم القبض عليهم.

وبالإضافة إلى المعتقلين في هذا السوق، أقام المزارعون الفرنسيون 100 نقطة حجب أخرى على العديد من الطرق في جميع أنحاء البلاد. لكن رغم تصاعد التوتر بعد أسبوعين من الاحتجاجات، كرر زعماء الأغلبية النقابية رسالتهم بالتزام الهدوء وتجنب كل أنواع العنف حتى… تؤخذ شكاواهم بعين الاعتبار.

كما تحظى الاحتجاجات بدعم الشعب الفرنسي، حسبما جاء في استطلاع للرأي نشرته القناة بي إف إم تي في وأكد أن ما يقارب 80% من الفرنسيين يؤيدون متطلبات القطاع الزراعي.

تحدث وزير الزراعة والصيد البحري والأغذية، لويس بلاناس، خلال اجتماع لجنة الزراعة والصيد البحري والأغذية، بمجلس النواب، يوم 25 يناير 2024، بمدريد، عن الخطوط العامة لسياسة إدارته.

دعت الحكومة الفرنسية إلى اجتماع مع المنظمات الزراعية غدا الجمعة، بسبب التهديد باحتجاجات جديدة. وأكد المتحدثون باسم الحكومة، الذين يبدو أنهم حتى الآن متفهمون لمطالب القطاع، أن عملهم بدأ «يؤتي ثماره». ويشيرون إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون قد يستسلم بالفعل لبعض مطالبهم. ومن بينها، رفض إلغاء مساعدات الديزل، وقام بتبسيط بعض الإجراءات وحصل على تنازلات من بروكسل بشأن واردات الحبوب الأوكرانية.

بالإضافة إلى ذلك، سيقترح الرئيس الفرنسي على أورسولا فون دير لاين سلسلة من التغييرات في السياسة الزراعية لمعالجة الأزمة التي تواجهها حكومته مع احتجاجات القطاع. وسيفعل ذلك في قمة الزعماء الأوروبيين المقرر عقدها الخميس في بروكسل، وعلى وجه الخصوص، ستكون التعديلات التي سيقترحها بشأن دخول المنتجات الأوكرانية.

كما امتد غضب هذه الحركة إلى دول أوروبية أخرى، وخاصة بلجيكا. وهناك، نظم المزارعون أيضاً عدة احتجاجات منذ الأحد، والتي ستشتد أكثر اليوم الخميس، مع وصول مئات الجرارات، المشاركة في القمة نفسها لزعماء الاتحاد الأوروبي، إلى مدينة بروكسل للمطالبة أيضاً بالتحسينات.

ولذلك طلبت كل من الشرطة والمركز الوطني للأزمات التابع للحكومة البلجيكية من السكان تجنب السفر إلى العاصمة بالسيارة بسبب الاضطرابات الكبيرة التي من المتوقع أن تحدث في العديد من المدن.