تقارير

وزير الخارجية: لا مجال لسلام دائم وشامل إلا بتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية

القاهرة: «دريم نيوز»

 

أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أنه لا مجال للسلام الدائم والشامل في هذه المنطقة إلا بتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابه الوطني على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي كل الدول هي أمور يجب أن تتحمل الأطراف الدولية والإقليمية مسؤولياتها في هذا الشأن.
جاء ذلك رداً على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط، خلال مؤتمر صحافي مشترك، اليوم الثلاثاء، مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، حول وجود مؤشرات على لجوء المجتمع الدولي، والولايات المتحدة بشكل خاص، إلى الوساطة لمنع توسع دائرة الحرب وخروج الأمور عن السيطرة بعد فشل هذه الدول الكبرى، على ما يبدو، في منع هذا الانفجار أو توسع دائرة الحرب، وما إذا كان هذا يتطلب من القوى الكبرى الاستجابة للرؤية الشاملة التي عبرت عنها القوى الإقليمية بشأن ضرورة قيام الدولة الفلسطينية كمفتاح لحل كل قضايا المنطقة ونزع فتيل هذا الفتيل الذي يتجدد في المنطقة.
وقال وزير الخارجية إن الجهود المكثفة التي نبذلها في مصر هي قدرنا ومسؤوليتنا كدولة إقليمية كبرى في المنطقة، وعلينا واجب ومسؤولية نتحملها بكل تأكيد لمنع انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة، ولذلك فإننا نقوم بهذا الدور ليس لأن هناك أطرافاً تطلب منا ذلك، بل هي مسؤولية تقع على عاتقنا، وعلينا أن نؤديها لأن مصلحتنا الأساسية والوطنية والقومية تقتضي منا تجنيب لبنان وشعبه وشعوب المنطقة ويلات التصعيد والدخول في صراع شامل.
وأضاف د. عبد العاطي أن هناك مسؤولية مشتركة علينا وعلى الفاعلين الدوليين والإقليميين وعلى الاتحاد الأوروبي ومسؤولية أساسية على الولايات المتحدة، وهو ما نقلته لوزير الخارجية الأميركي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وكل الاتصالات مع المسؤولين الأوروبيين، بأن لديهم مسؤولية وأنه لا حل إلا بمعالجة جوهر الصراع في المنطقة.. وجوهر الصراع بالتأكيد هو القضية الفلسطينية، والآن في قلبها وقف العدوان على قطاع غزة.
وأوضح وزير الخارجية أننا نؤكد على عروبة لبنان وأهمية الحضور العربي المكثف، ومصر لن تدخر جهداً في تكثيف جهودها من خلال اللجنة الخماسية المشتركة.. ومصر طرف فاعل فيها وتلعب دوراً كبيراً جداً في بيروت.. مشيراً إلى أن توجيهات دائمة صدرت إلى سفيرنا في بيروت للتواصل مع الجميع والتأكيد على عروبة لبنان وأهمية معالجة موضوع الشغور الرئاسي فيه وفق ما يتفق عليه الأشقاء في لبنان.
وأكد عبد العاطي استمرار الجهود، مضيفاً أن الوجود المصري كثيف في لبنان، بما في ذلك المستشفى الميداني المصري الذي يقدم العلاج للأشقاء.
وأشار وزير الخارجية إلى أننا نشعر بقلق بالغ إزاء استقرار وأمن لبنان، وهو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة العربية والعالم العربي، ولذلك فإن الوجود المصري سيستمر وسنعمل على خفض التصعيد وتجنيب لبنان ويلات أي تصعيد غير مرغوب فيه.
وحول القرارات المتوالية التي نراها من دول غربية وحتى عربية تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان في ظل مخاوف من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وأبرز ما يأتي في التقديرات التي تنقلها لكم تلك الدول أو السيناريو الذي تتوقعه للخطوة المقبلة بين إسرائيل والحزب اللبناني، وكيف يستعد لبنان للتعامل مع سيناريو التصعيد المحتمل… قال وزير الخارجية اللبناني ـ رداً على أسئلة الصحافيين ـ: “لا شك أن بيننا وبين إسرائيل مشكلة، وهناك احتمال للحرب بيننا وبين إسرائيل، ولا نستطيع أن ننكر ذلك”.
وأضاف “للدول الحرية في مطالبة رعاياها بمغادرة البلاد، ونشكر مصر والدكتور بدر عبد العاطي على عدم المساهمة في هذه الموجة من الانسحاب من لبنان، وقال إن بعض الدول طلبت ذلك مثل فرنسا والبقية لم تطلب ذلك”، وتابع “للأسف هناك دول عربية تمنع رعاياها من القدوم إلى لبنان بل وطلبت منهم الانسحاب رغم أنهم غير موجودين في لبنان”.
وأشار إلى أن “اليوم نجد معظم الفنادق في بيروت فارغة والمطاعم أصبحت فارغة، لأن اللبنانيين الذين كانوا موجودين في لبنان تركوها لعملهم في الخارج، وهناك أيضاً لبنانيين كانوا موجودين في الخارج وعادوا إلى بلادهم”.
من جانبه علق الوزير عبد العاطي قائلا: “أتفق مع ما قاله الوزير اللبناني، بأننا يجب أن نقف إلى جانب لبنان، ونحن مهتمون بأمن واستقرار لبنان، وأمن واستقرار المواطنين المصريين، ونتابع قضاياهم عن كثب، وأوضح أن هناك خلية أزمة تتابع الموقف، ولدينا سيناريوهات للحفاظ على حياتهم، ولكن الآن نتابع الأمور، ونحن حريصون أولا على أمن واستقرار لبنان، والمواطنين المصريين، الذين هم بين أشقائهم في لبنان، ونحن على ثقة بكل الرعاية التي تقدمها الحكومة اللبنانية وشعبها الشقيق لأشقائهم المصريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية”.
وأضاف الوزير أن لدينا إجراءات وتصورات لكل السيناريوهات، ونتمنى أن يجنبنا الله ولبنان مخاطر هذا التصعيد، ولكن لو لم يقدر الله أن يحدث التصعيد فمن المؤكد أن لدينا خطط للحفاظ على أرواح أبنائنا المصريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية.
وردا على سؤال حول الاتصالات الهاتفية العديدة التي جرت مؤخرا مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشأن تطورات أزمة قطاع غزة وتداعياتها الإقليمية، والتي كان آخرها مساء أمس، ونقاط الاتفاق والاختلاف بشأن أولويات التحرك سواء لوقف الحرب في غزة أو وقف التصعيد الإقليمي الحالي، قال الدكتور بدر عبد العاطي إن لدينا علاقات واسعة مع الولايات المتحدة ذات طابع استراتيجي، فالولايات المتحدة قوة عظمى، ومصر قوة إقليمية كبرى، ومن الطبيعي أن يكون هناك تشاور وتنسيق مشترك واتفاق على التأكيد على أهمية التحرك الفوري لوقف التصعيد واحتواء أي تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن المؤكد أن هناك نقاط اتفاق بشأن أهمية وحيوية وفورية التوصل إلى صفقة تضمن وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي هناك والتوصل إلى صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينيين.
وأشار إلى أننا نتحرك معا لتحقيق هذا الهدف المشترك وهو خفض التصعيد ووقف الحرب في قطاع غزة، والذي شاركته مع وزير الخارجية الأميركي بأن المشكلة الأساسية تكمن في الحرب على غزة.. وهناك تحرك من الولايات المتحدة والرئيس جو بايدن شخصيا للتأكيد على أهمية وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
وعن الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة واحتواء التصعيد بعد تزايده في المنطقة بشكل ينذر بحرب إقليمية واسعة قد تدفع لبنان إلى خط المواجهة، قال وزير الخارجية اللبناني إنه من دون شك عندما كانت الضربة الإسرائيلية على لبنان فقط كنا نتشاور مع حزب الله من أجل رد لا يؤدي إلى حرب، ولكن اليوم اتسعت الضربات الإسرائيلية هناك في العراق وفي طهران وعلى الفلسطينيين أيضاً، وبالتالي أصبح القرار أوسع نوعاً ما من لبنان.
وأضاف “لكننا نعمل على ضمان ألا يؤدي أي رد إلى حرب شاملة، لأنه لا يستفيد منه أي من الدول ولا يستفيد منه إسرائيل، بل يستفيد منه فقط المعنيون الذين يريدون الحرب، أما نحن كمسؤولين فلا نريد أي حرب، لذلك نعمل على ضمان ألا تصل الأمور إلى هذا الحد، حتى لو كان لا بد من رد فلا بد أن لا يكون جماعيا ولا أن يكون قويا إلى درجة أن يقودنا إلى حرب واسعة”.

للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: albawabhnews

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى