تقارير

حكاوى الموت بين الغلابة والـvip.. بيزنيس المقابر يجعل الوفاة أغلي من الحياة.. والمصريون القدماء كانوا يكرمون الموتى بالتحنيط والاستعداد للأبدية في عالم الآخر

القاهرة: «دريم نيوز»

 

هناك من يموت مرتين: مرة بالموت الطبيعي، ومرة ​​بالأسعار الباهظة التي لا توفر على ذويه، بدءاً من أسعار الأكفان، وصولاً إلى القبور ومراسم الدفن وخيام الجنازة.
وصلت أسعار الأكفان إلى أكثر من 2000 وربما 3000 جنيه، وتجاوز سعر المتر في المقابر سعر المتر في الشقق السكنية، وبدأت أسعار المقابر تختلف حسب تجهيزاتها، فبعضها فاخر وبعضها سوبر فاخر، وبعضها دوبلكس، وبعض المقابر بها إنترلوك وواي فاي لدرجة أنه قد يكون هناك تصنيف فندقي للمقابر من نجمة واحدة إلى خمس نجوم.

مشروع قانون الموت
في مصر تختلف فاتورة الوفاة، فهناك جنازات شاملة من غسل وتكفين ودفن وتعزية، قد تصل تكلفتها إلى نصف مليون جنيه، وهناك جنازات مجانية، لكن هنا تبرز الشركات التي بدأت تتولى الرحلة كاملة إلى الآخرة، وبدأت تقدم باقات بأسعار مختلفة، ورغم شهرة هذه الشركات، تحدث خبير قانوني لـ«البوابة» وأكد على ضرورة التأكد من قانونية هذه الشركات، خاصة في ما يتعلق بشراء القبور.

أعمال المقابر
وتفتح «البوابة» ملف هذه التجارة لمعرفة لماذا ارتفعت أسعارها إلى هذا الحد؟ ومن يتحكم فيها؟ خاصة وأن الرحلة إلى الآخرة أصبحت أغلى من الحياة، فهل يكون الموت سبيلاً لمن يستطيع؟

تكريم الموتى

المصريون القدماء.. تكريم الموتى بتحنيطهم
“الأربعين” عادة فرعونية مستمرة حتى الآن.. وتطورت المقابر إلى الأهرامات والحفر في الصخور
كانت الحياة عند قدماء المصريين تمثل بوابة إلى الآخرة، ولذلك نجد آثار قدماء المصريين الباقية على هيئة مقابر ملكية ضخمة كالأهرامات، ومقابر الملوك والملكات في الضفة الغربية، أو أماكن عبادة تمثلها المعابد المصرية الممتدة من أقصى جنوب مصر إلى أقصى شمالها، مما يثبت أهمية الاعتقاد المصري القديم بالبعث والخلود والحياة الآخرة.
كان قدماء المصريين يكرمون جثث ملوكهم وأقاربهم، ويحافظون عليها من التحلل الذي يؤدي إلى فناء البشر -حسب اعتقادهم-، وكان من أبرز مظاهر تكريمهم لأسلافهم حفظ جثثهم بعد الموت، لضمان خلودهم في الآخرة، ومن هنا جاءت فكرة “التحنيط”، الذي أصبح أمراً مقدساً، وتكريماً للمتوفى قبل دفنه.
ويشير المفكر المصري سلامة موسى في كتابه “مصر أصل الحضارة” إلى أن عملية التحنيط بدأت قبل أن يعرف المصريون كيفية بناء المقابر، وكان من المعتقدات المقدسة في الثقافة المصرية القديمة أنهم يحفظون جسد الميت العظيم، خاصة إذا كان كاهنًا أو ملكًا، لأنهم كانوا يعتقدون أنه هو الذي يزيد المحصول، ويجلب الخصوبة للأرض والنمو للمحاصيل، وطالما بقيت جثته، فلن يكون هناك خطر نقص الغذاء.

التكفين والتحنيط
وقد تأثر الأحفاد بعادات وتقاليد أجدادنا، والتي ألقت بظلالها على حاضرنا، فنجد مجموعة كبيرة من العادات التي لا تزال ممتدة إلى يومنا هذا، ومنها إحياء ذكرى مرور أربعين يومًا على وفاة المتوفى، وكانت هذه الأربعين يومًا تقضيها الجثة في العصور القديمة مغمورة في الماء والملح، ثم تخرج لتعالج وتحنط بأنواع أخرى من العقاقير والراتنجات (مركبات نباتية عطرية) وتلف بأقمشة الكتان قبل دفنها، هذا ما قاله عالم الآثار أحمد صالح في كتابه “التحنيط”. وأضاف: ورغم هذا الحفظ لجثة المتوفى، إلا أن قدماء المصريين لم يكونوا على ثقة تامة في أن الروح ستتعرف على الجثة، فصنعوا صورة تشبه الأصل في الألوان ووضعوها فوق لفائف المومياء، لكن هذه الصورة لم تكن كافية بالنسبة لهم؛ فنحتوا تماثيل من الخشب والحجر لتوضع داخل التابوت. ولم يتوقف الأمر عند دفن الميت مع تمثال وصورة لوجهه، حتى تتعرف الروح على الجسد في الحياة الأبدية، بل كان يوضع مع الميت كمية من الذهب اعتقاداً منه أن هذا المعدن يطيل العمر ويمنع الفساد.

للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: albawabhnews

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى