عاجل.. الرد الإيراني على اغتيال "هنية" يثير حيرة جيش الاحتلال
القاهرة: «دريم نيوز»
وهددت إيران بالانتقام الشديد لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتوعد حزب الله بالانتقام لاغتيال القيادي البارز في المنظمة فؤاد شكر في بيروت، ولا يزال الحوثيون في اليمن لديهم “حساب مفتوح” بعد الهجمات على ميناء الحديدة، لكن طبيعة الهجوم الوشيك على إسرائيل لم تعرف بعد بشكل واضح.
ورغم أن الافتراض العامل في الكيان الصهيوني هو أن الهجوم الذي تقوده إيران سيكون كبيرا ومنسقا مع محور المقاومة في الشرق الأوسط، على غرار الهجوم السابق في أبريل/نيسان الماضي، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية صباح اليوم الجمعة، أن سيناريو آخر تدرسه إيران ومحور المقاومة العربي، وهو شن هجمات منفصلة.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن القمة التي عقدت أمس في طهران بين ممثلي إيران وممثلي محور المقاومة في الدول العربية، بحثت “الخطوات”. وقال المصدر الذي اطلع على تفاصيل الاجتماع: “تم بحث سيناريوهين: هجوم متزامن من جانب إيران ومحور المقاومة، أو رد منفصل من كل طرف”. وفي الوقت نفسه، قال مصدر أمني لصحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله إن الرد على اغتيال هنية لن يأتي من إيران وحدها، بل سيكون مشتركا بين كل المجموعات في محور المقاومة. وقال المصدر: “نحن الآن نتشاور وننسق مع حلفائنا في المحور”. كما تحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمته أمس عن خيارين للانتقام – رد منسق مع إيران أو ردود منفصلة من مجموعات في محور المقاومة، لكن يبدو من كلامه أن القرار لم يتخذ بعد.
وقال نصرالله في كلمة ألقاها خلال تشييع فؤاد شكر: "اختاروا القتال مع الجميع ولا يعرفون من أين سيأتي الرد"، يسأل: "هل سيكون الأمر بسيطًا أم متزامنًا؟"وأكد أن حزب الله ومجموعات محور المقاومة يستعدون "للحصول على استجابة حقيقية، وليس استجابة استعراضية"." صباح اليوم، وبعد ساعات من خطاب نصرالله، أعلن رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" قال إبراهيم الأمين، إن الرد على مقتل فؤاد شكر سيأتي في أي سيناريو، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الآن بالمعجزة، وهو ما تم مع حماس في غزة."
وبحسب رئيس تحرير الصحيفة الذي يعتبر المتحدث باسم حزب الله فإن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيوقف فعليا "جبهة الدعم اللبنانية" – أي الهجمات اليومية التي يشنها حزب الله على شمال إسرائيل – لكنه لن يمنع، حسب قوله، الرد على تصفية شكر، “حتى لو أدى ذلك إلى حرب منفصلة بين لبنان وإسرائيل”.
ورغم أن نصر الله صرح بأن هذه “مرحلة جديدة” في الصراع، ووعد بأن الإسرائيليين “سيبكون”، إلا أنه صرح أيضاً بشأن عمليات القتل الأخيرة بأن رد إسرائيل هو الذي سيحدد ما إذا كان سيكون هناك تصعيد إضافي في الحرب.
ورغم أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وعد بأن الرد الإسرائيلي على أي عدوان عليه ومن أي ساحة سيكون شديدا، إلا أنه من الجدير بالذكر في هذا السياق الضغوط الأميركية المكثفة التي مورست عليه لتجنب رد واسع النطاق على الهجوم الإيراني السابق في أبريل/نيسان الماضي.
وزعم الأميركيون حينها أنه لم تكن هناك حاجة لرد شديد يؤدي إلى تصعيد حقيقي، حيث تم اعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ والطائرات بدون طيار بنجاح، وبحسب منشورات أجنبية، اكتفت إسرائيل في النهاية بهجوم رمزي على قاعدة رادار إيرانية.
إسرائيل تحاول تشكيل تحالف إقليمي لاعتراض الضربة الإيرانية
ومن المتوقع بطبيعة الحال أن يكون العامل الرئيسي في هذا السياق هو نتائج الهجوم الوشيك، الذي تخشى إسرائيل أن يحدث في الأيام المقبلة.
وهذه المرة أيضا، وعلى غرار الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان، تدور محادثات ساخنة في محاولة لتشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل على اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ وبالتالي تقليل الضرر الذي قد يلحق بالكيان الصهيوني المجرم. ولكن على عكس ما ورد في الصحف الأجنبية بعد هجوم أبريل/نيسان، فليس من المؤكد هذه المرة أن توافق الدول العربية المعتدلة على مساعدة إسرائيل، لأنها تدين بشدة عمليات الاغتيال، على الأقل خارجيا. وقد أعرب عن هذا القلق، من بين آخرين، مسؤولون أميركيون تحدثوا إلى شبكة سي إن إن. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأردني، الذي ورد أنه ساعد في اعتراض الطائرات المسيرة التي وصلت إلى إسرائيل في أبريل/نيسان، قال أمس إن بلاده لن تسمح لأحد “بتحويل الأردن إلى ساحة معركة”. ويمكن تفسير هذا على أنه استعداد لاعتراض الطائرات المسيرة التي اخترقت المجال الجوي الأردني هذه المرة أيضا – والذي يعلن مرارا وتكرارا أنه لن يوافق على أي انتهاك لسيادته. وفي الحالتين، ورد أن الولايات المتحدة زادت بالفعل من قواتها البحرية في المنطقة، والتي تضم الآن 12 سفينة حربية. وبحسب البيت الأبيض، ناقش الرئيس جو بايدن في محادثته مع نتنياهو الليلة الماضية “الجهود المبذولة لحماية إسرائيل من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار”، والانتشار الدفاعي الجديد للجيش الأمريكي.
وقال مسؤولون أميركيون لشبكة CNN إن التقييم في واشنطن هو أنه لا يوجد لاعب في المنطقة – بما في ذلك إيران ومحور المقاومة – مهتم بحرب شاملة في الشرق الأوسط، لكنهم حذروا من أن هناك الآن خطر اندلاع حرب شاملة، وأن مثل هذه الحرب يمكن أن تشتعل.
وقالت أمل سعد، الباحثة في جامعة كارديف في المملكة المتحدة والمتخصصة في حزب الله، لوكالة فرانس برس إنها تقدر أن إيران وحلفائها سيحاولون تجنب الحرب الفعلية، لكنهم يشعرون بالحاجة إلى “ردع إسرائيل بقوة عن مواصلة الحرب”.
هل ستنضم المقاومة العراقية أيضا؟ ستكون الولايات المتحدة هدفا للنيران"
كما هدد الحوثيون بالانضمام إلى الهجوم على إسرائيل، حيث هدد عضو المكتب السياسي للحوثيين في اليمن في تغريدة باللغة العبرية: "سيدفع الإسرائيلي ثمناً باهظاً لهجماته في الحديدة والضاحية وطهران وجرف السحّار، وسيكون الثمن اختفائه.
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل نحو أسبوعين، غارات على ميناء الحديدة في اليمن، ردا على مقتل إسرائيلي في هجوم بطائرة مسيرة للحوثيين في تل أبيب.
وعندما تحدث عن جرف السحار، كان يقصد المنطقة العراقية الواقعة جنوب بغداد، حيث هاجمت الولايات المتحدة قاعدة لقوات الحشد الشعبي العراقي الثلاثاء الماضي.
وفي الهجوم الذي وقع في العراق تزامنا مع الهجوم الإسرائيلي في بيروت، قُتل أربعة عناصر من قوات الحشد الشعبي العراقي، بحسب الأنباء.
وقال مسؤولون أميركيون لرويترز إن الهجوم نفذ لأغراض الدفاع عن النفس، وإنه استهدف قاعدة لقوات الحشد الشعبي العراقية. وتم تحديد المسلحين على أنهم كانوا يعتزمون إطلاق طائرات مسيرة بطريقة من شأنها أن تشكل تهديدا لقوات التحالف الأميركي في المنطقة.
وبحسب وكالة رويترز، فإن هذا الهجوم هو الأول الذي تنفذه الولايات المتحدة في العراق منذ فبراير/شباط الماضي، عندما توقفت أيضا الهجمات واسعة النطاق التي تشنها قوات الحشد الشعبي العراقي على القوات الأميركية في العراق وسوريا.
والآن تخشى الولايات المتحدة من تجدد الهجمات على قواتها في المنطقة، ربما حتى كجزء من الانتقام الذي تخطط له إيران وحلفاؤها. ففي صحيفة “الأخبار” اللبنانية، قال مصدر مقرب من الميليشيات في العراق إن اجتماعات تجري بين قادة قوات الحشد الشعبي العراقي ومسؤولين إيرانيين ولبنانيين كبار، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين. "رد مناسب" ضد اسرائيل "وقد تستهدف مصالح الدول التي تدعم إسرائيل.".
وأبلغت المقاومة العراقية قيادات محور المقاومة استعدادها لإطلاق الصواريخ الدقيقة على إسرائيل رداً على اغتيال إسماعيل هنية والهجمات الأخيرة في جرف السحيق بالعراق، إلا أن الجميع اتفقوا على الاستمرار في ذلك، وقال المصدر: "نحن ندرس ردها وتوقيتها".
للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: rosaelyoussef