رسائل «إبليس» من «باريس»
القاهرة: «دريم نيوز»
خسرت فرنسا الكثير في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، بعد الجدل الذي انتشر في وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية حول العالم بسبب “العشاء الأخير”، الذي اعتبره كثيرون تجسيدا مسيئا ليسوع المسيح والأخلاق وضد الإنسانية والبشرية من خلال الترويج للشذوذ والمثلية الجنسية.
اعتبر مراقبون أن ما حدث خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية يتنافى مع الثقافة الفرنسية ولا يليق بهذا الحدث الضخم، رغم اعتذار باريس. ويبقى السؤال: هل يكفي هذا لما حدث؟
وواجه المنظمون، عقب حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، موجة انتقادات عالمية بسبب العرض الذي تضمن تمثيلا ساخرا للوحة “العشاء الأخير” لليوناردو دافنشي من قبل مجموعة من الفنانين المتحولين جنسيا، بالإضافة إلى ظهور المغني فيليب كاثرين عاريا كرمز للإله اليوناني ديونيسوس، وهو ما أثار المزيد من الجدل، إضافة إلى ردود فعل سلبية كبيرة واستياء واسع النطاق، مما دفع المنظمين إلى إصدار اعتذار رسمي بعد ثلاثة أيام من الجدل.
كما خالف الحفل الأنظمة التي تمنع استغلال الأحداث الرياضية للترويج لمعتقدات سياسية أو دينية أو معتقدات تتنافى مع القيم والأديان والأخلاق.
أعربت المتحدثة باسم باريس 2024 آن ديكامب عن أسفها العميق للتأثيرات التي خلفها العرض، مؤكدة في تصريح لصحيفة “أ بولا” البرتغالية: “لم تكن لدينا أي نية لعدم احترام أي مجموعة دينية، لكن هدفنا كان الاحتفال بتسامح المجتمع، وإذا كان الناس قد أساءوا فنحن نعتذر بصدق”.
وأوضح مخرج حفل “العشاء الأخير” لوكالة “أسوشيتد برس”: الأميركي توماس جولي: “هدفي لم يكن إثارة الجدل أو الإساءة، بل كنت أسعى إلى إرسال رسالة حب وإدماج، وليس الانقسام”.
أصدرت اللجنة الأولمبية الدولية بيانا رحبت فيه بالتوضيح الذي قدمته اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 بشأن حفل الافتتاح، بعد أن اعتذر منظمو هذا الحفل عما ورد في بعض الفقرات، قائلين: “لم تكن هناك أي نية على الإطلاق لإظهار عدم الاحترام تجاه أي مجموعة أو معتقد ديني، وكان هدفنا لحفل الافتتاح دائمًا الاحتفال بالمجتمع والتسامح”. وأضافوا أيضًا: “إذا كان أي شخص قد شعر بالإهانة من بعض المشاهد، فهذا غير مقصود تمامًا ونحن آسفون”.
أعلنت شركة الاتصالات الأميركية “سي سباير” سحب إعلاناتها الخاصة بأولمبياد باريس 2024، بسبب “العشاء الأخير”. ومثل مجتمع المتحولين جنسيا بعرض لوحة دافنشي خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، قائلين على منصة “إكس”: “صُدمنا من سخرية العرض، وسنسحب إعلانات الشركة من الألعاب الأولمبية”.
من جانبه، أكد الدكتور محمد فضل الله المستشار الاستراتيجي والقانوني الرياضي الدولي والخبير الدولي في الدراسات والتقارير الخاصة بمستقبل الرياضة، أن اللجنة الأولمبية الدولية يجب أن تعمل على وضع ضوابط ومعايير لحفلات افتتاح الألعاب الأولمبية بما يتوافق مع أحكام الميثاق الأولمبي.
وتابع “فضل الله”: “يجب على اللجنة الأولمبية الدولية التركيز على أهمية الممارسة الرياضية ودور الرياضة في تحقيق الاستدامة والتواصل وبناء العلاقات بين الشعوب بما يؤكد أهمية الدبلوماسية الرياضية، إذ يجب أن تهدف افتتاحات الألعاب الأولمبية باعتبارها أهم الأحداث الرياضية في العالم إلى استشراف مستقبل الرياضة في السنوات المقبلة، كما يجب أن تكون مراسم الافتتاح متسقة مع بنود الميثاق الأولمبي الذي يهدف إلى تعزيز فكرة التسامح وعدم التمييز بين جميع الشعوب حسب اللون أو الجنس أو العقيدة أو الطائفة، حيث تهدف بنود الميثاق الأولمبي إلى احترام القيم والمعتقدات وتعزيز القيم الأخلاقية والمثل العليا من خلال الممارسة”.
للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: rosaelyoussef