نيويورك تايمز: تزايد مخاوف تفاقم صراع الشرق الأوسط جراء "عدم سيطرة" واشنطن على الوضع
القاهرة: «دريم نيوز»
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الضوء على المخاوف المتزايدة من توسع الصراع في الشرق الأوسط، مع اعتبار الولايات المتحدة “غير قادرة على السيطرة على الوضع”.
وقالت الصحيفة، في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم الخميس، إن تصريحات مسؤولين أميركيين حول عدم تلقي واشنطن أي تحذير مسبق بشأن الهجوم على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في إيران، أثارت مخاوف من حدوث فراغ في السلطة داخل الولايات المتحدة قد يؤدي إلى أزمة جيوسياسية أوسع نطاقا.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الدبلوماسيين والمحللين في العواصم الأجنبية كانوا يخشون منذ أشهر أن تكون الاضطرابات السياسية الطويلة الأمد في الولايات المتحدة بمثابة دعوة لزيادة الأعمال العدائية في الخارج، سواء في حرب روسيا في أوكرانيا، أو الطموحات النووية لكوريا الشمالية، أو خطط الصين التوسعية في بحر الصين الجنوبي.
والآن، قبل أقل من مائة يوم من انتخاب الأميركيين لرئيس جديد، اندلعت هذه الأزمة الجيوسياسية الأوسع نطاقا في المسرح المألوف للشرق الأوسط، حيث أدت عمليات القتل المستهدفة لهنية والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في طهران وبيروت إلى تعميق المخاوف من اندلاع صراع على المستوى الإقليمي ــ وهو الصراع الذي قد لا تتمكن الولايات المتحدة، المحاصرة في دراماها السياسية الخاصة في الداخل، من تجنبه أو حتى احتوائه.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لم تكن متورطة في العملية في طهران، ولم تكن على علم بها حتى. وبالنسبة للبعض، فإن تصريحات بلينكن تؤكد وجود فراغ خطير في السلطة في المنطقة.
وقال محللون “كنا نعتقد أن فلاديمير بوتن أو شي جين بينج أو كيم جونج أون سيكونون من يستغلون هذه الفترة في الولايات المتحدة. لم يتوقع أحد أن يفعل حليف أمريكي هذا”، وأضافوا “هذا سيجعل المنطقة متوترة للغاية، وليس من الجيد أبدًا أن يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير مسيطرة”.
ورأت الصحيفة أنه بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قضى وقتا في محاولة التوسط في صفقة بين إسرائيل وحماس للإفراج عن المعتقلين في غزة، فإن اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية قد يشير إلى عبثية جهوده الدبلوماسية، على الأقل في الوقت الراهن.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة قد تجد نفسها، علاوة على ذلك، منجذبة إلى صراع مباشر مع إيران، وهو الأمر الذي بذلت الدولتان قصارى جهدهما لتجنبه خلال أشهر من التوترات بشأن الحرب في غزة. وفي أبريل/نيسان الماضي، عمل المسؤولون الأميركيون خلف الكواليس لإقناع إيران بالحد من ردها العسكري ضد إسرائيل بعد أن نفذت طائرات إسرائيلية ضربة على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
ويعتقد المحللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو مراقب مخضرم للسياسة الأميركية، رأى في الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة فرصة للتحرك ضد حماس وإيران. وقالوا: “ربما قرر نتنياهو أن هناك فراغاً واضحاً في واشنطن، لذا فهذا هو الوقت المناسب للتحرك”.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز: إن فقدان النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط من شأنه أن يقلق الحلفاء في أوروبا عادة، ولكن لديهم الآن مشاكلهم الخاصة. ففي فرنسا وألمانيا، ينشغل القادة بالأحزاب الشعبوية اليمينية الصاعدة، وفي لندن، ابتعد رئيس الوزراء العمالي الجديد كير ستارمر عن الولايات المتحدة في تعاملاتها مع إسرائيل، بعد أشهر كانت فيها لندن على نفس الصفحة مع واشنطن.
وأشارت إلى أن اغتيال هنية قد يحرم الولايات المتحدة من شريك دبلوماسي جديد في صورة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان الذي صور نفسه على أنه إصلاحي، لكن محللين قالوا إنه سيكون من الصعب عليه مواصلة أي تعامل دبلوماسي مع الغرب بعد هذا الهجوم المحرج.
وحذر الخبراء من افتراض أن إيران قد تخاطر بحرب شاملة بسبب مقتل هنية، قائلين إن الإجراءات الانتقامية الإيرانية السابقة ضد إسرائيل “لم تثبت فعاليتها على الإطلاق”.
للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: rosaelyoussef