دولي

من غزة إلى كييف.. الطبيب الفلسطيني المضطر للعيش بين حربين

القاهرة: «دريم نيوز»

 

في أوكرانيا التي مزقتها الحرب، هو عليا شعبانوفيتش غالي، وهو طبيب مشهور يقف على قدميه عدد كبير من المرضى في انتظار رؤيته. أما بالنسبة لعائلته التي تعيش على بعد آلاف الكيلومترات في قطاع غزة، فهو علاء شعبان أبو غالي، الذي غادر البلاد.

على مدى السنوات الثلاثين الماضية، نادراً ما كان هناك سبب للاندماج بين هذه الهويات: انتقل غالي بعيداً وسط حالة عدم الاستقرار في غزة، واستقر في منزله الجديد في كييف، وتبنى اسماً مختلفاً ليناسب اللغة المحلية بشكل أفضل، وتزوج امرأة أوكرانية. ومن خلال المكالمات الهاتفية، ظل على تواصل مع والدته وإخوته في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة. ولكن في الغالب، كانت حياتهما تسير بالتوازي.

في فبراير/شباط 2022، ألقى غزو روسيا لأوكرانيا بحياة غالي في حالة من الفوضى، مع الغارات الجوية والهجمات الصاروخية. وبعد ما يقرب من 20 شهرًا، حولت الحرب بين إسرائيل وحماس مسقط رأسه إلى جحيم، مما أدى إلى اقتلاع عائلته.

إن الصراعين عنيفان، ولكنهما قد يبدوان وكأنهما عالمان منفصلان مع استمرارهما في الاشتعال. فقد انتقدت أوكرانيا حلفائها لأنهم هبوا للدفاع عن إسرائيل بينما كانت قواتها تعاني على الخطوط الأمامية. كما استنكر الفلسطينيون المعايير المزدوجة في الدعم الدولي. وفي كل مكان، أسفر القصف العنيف والقتال العنيف عن مقتل عشرات الآلاف ومحو مدن بأكملها.

في حياة غالي، تتلاقى الحروب. فقبل شهر، قُتل ابن أخيه في غارة إسرائيلية أثناء بحثه عن الطعام. وبعد أسابيع، مزق صاروخ روسي العيادة الخاصة التي عمل بها طوال معظم حياته المهنية. ومات زملاؤه والمرضى عند قدميه.

“كنت في حرب هناك، والآن أنا في حرب هنا”، هكذا قال غالي (48 عاما)، وهو يقف داخل الجناح المجوف من المركز الطبي بينما كان العمال يزيلون الزجاج والحطام. “نصف قلبي وعقلي هنا، والنصف الآخر هناك.

“أنت تشهد الحرب والدمار مع عائلتك في فلسطين، وترى الحرب والدمار بأم عينيك هنا في أوكرانيا.”

هناك مثل عربي يصف أصغر طفل في العائلة ـ آخر حبة عنب في العنقود. تقول والدة غالي إن آخر حبة عنب هي الأجمل؛ فهو أصغر عشرة أبناء، وكان المفضل لديها.

عندما كان غالي في التاسعة من عمره توفي والده. كان المال شحيحًا، لكن غالي تفوق في المدرسة وحلم بأن يصبح طبيبًا ـ متخصصًا في الخصوبة، بعد أن رأى أقاربه يكافحون من أجل الحمل.

في عام 1987 اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في غزة والضفة الغربية. وانضم غالي إلى الجناح الشبابي لحركة فتح، وهو الحزب الذي تبنى أيديولوجية قومية، قبل وقت طويل من ترسيخ حركة حماس الإسلامية لمؤسساتها. وتعرض أصدقاؤه للاعتقال والاستجواب واحداً تلو الآخر؛ فذهب بعضهم إلى السجن، وحمل آخرون السلاح.

كان أمام غالي خياران: إما البقاء والمخاطرة بنفس المصير، أو الرحيل.

كانت هناك أخبار سارة: فرصة لدراسة الطب في ألماتي، كازاخستان. ودع غالي عائلته بالدموع، وهو لا يعرف ما إذا كان سيرىهم مرة أخرى أم لا.

سافر إلى موسكو على أمل اللحاق بالقطار. ولكن بدلاً من ذلك، علم أن ألماتي لم تعد خياراً متاحاً. ولكن كان هناك مكان في كييف.

وهكذا وصل جالي الشاب إلى أوكرانيا في عام 1992، مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: independent

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى