عربي

جزيرة السينية ..  ثراء تاريخي يكشف عراقة المنطقة وتأثيرها الإنساني 

القاهرة: «دريم نيوز»

 

أم القيوين في 28 يوليو / وام / تروي جزيرة الصينية في أم القيوين قصة إبداع وابتكار إنسان قديم، وتحكي كنوزها قصة أم القيوين القديمة، مسلطة الضوء على جانب مهم من تاريخ دولة الإمارات ومساهمات المنطقة ودورها في مسيرة التواصل الإنساني عبر العصور.

وتضم الجزيرة مجموعة متنوعة من المواقع الأثرية، بما في ذلك موقع دير الصينية، ومدينة أم القيوين القديمة، ومدينة صيد اللؤلؤ، والمقابر الإسلامية، وتلال الصدف والأبراج، التي تم اكتشافها خلال السنوات الماضية. وتعتبر الجزيرة التي تقع شرق مدينة أم القيوين، أكبر جزر الإمارة من حيث المساحة، حيث يبلغ طولها نحو ثمانية كيلومترات.

وتواصل دائرة السياحة والآثار في أم القيوين جهودها لاكتشاف المزيد من الكنوز في الجزيرة من خلال مواصلة عمليات البحث والتنقيب الأثري في المواقع بشكل سنوي والعمل على تكثيف جهود الحفاظ والترميم الأثري وإعداد ورعاية هذه المواقع التاريخية ثم الترويج لها وجعلها خياراً مثالياً لاستقبال الزوار والوفود من مختلف دول العالم.

وأكد سعادة هيثم سلطان آل علي مدير عام دائرة السياحة والآثار في تصريح لوكالة أنباء الإمارات (وام) التزام الدائرة بحماية وحفظ التراث الثقافي للدولة من خلال الجهود المبذولة في مجال البحوث والتنقيب الأثري.

وقال: “إننا نعمل بجهد من أجل الكشف عن الآثار والمواقع الأثرية والحفاظ عليها، ونسعى باستمرار إلى تطوير العمليات من خلال التقنيات المستخدمة في هذا المجال لضمان استمرارية هذا التراث للأجيال القادمة”.

وأشار إلى دور الإدارة في تعزيز الوعي بأهمية الآثار والتراث الثقافي محلياً وعالمياً، من خلال تنظيم الفعاليات والورش التعليمية واستقبال الوفود الرسمية وإشراك طلبة الجامعات بهدف نشر الوعي والمعرفة بالقيمة التاريخية والثقافية الكبيرة للآثار والتراث الثقافي.

واستعرض مدير عام الدائرة رحلة الاكتشافات في الجزيرة، مشيراً إلى أن أولى عمليات البحث والتنقيب الأثري في الجزيرة قادها الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا رئيس دائرة السياحة والآثار لاكتشاف موقع دير الصينية في عام 2021، تبعها اكتشاف العديد من المواقع الثقافية المهمة في الجزيرة.

-أم القيوين القديمة.

وتبرز “مدينة أم القيوين القديمة” التي تضم مدينتين بنفس التسلسل التاريخي استقرتا في الجزيرة ويعود تاريخهما إلى القرن الرابع عشر وحتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وقد أثبتت الأبحاث أن أهالي أم القيوين استوطنوا فيهما لمدة لا تقل عن 700 عام قبل أن ينتقلوا إلى البر المقابل منذ بداية القرن الثامن عشر ويبنوا مدينة أم القيوين الحالية.

يعود تاريخ أول استيطان في أم القيوين القديمة إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، وذلك استناداً إلى الفخار المكتشف في المستوطنة، وهو فخار مطلي باللون الأخضر مستورد من الصين خلال أواخر عهد أسرة يوان وأوائل عهد أسرة مينغ. أما الاستيطان الثاني فيعود إلى الفترة من منتصف القرن السابع عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر، كما يثبت ذلك وجود الخزف الأزرق والأبيض المستورد من الصين خلال أواخر عهد أسرة مينغ وأوائل عهد أسرة تشينغ.

-دير السينيا.

دير الصينية هو أحد المواقع الأثرية المهمة في الجزيرة، فهو أول دير مسيحي قديم يتم اكتشافه في أم القيوين، والثاني من نوعه في الإمارات بعد كنيسة ودير صير بني ياس في أبوظبي. يعود تاريخ دير الصينية إلى الفترة من نهاية القرن السادس حتى منتصف القرن الثامن الميلادي، ويتكون الدير من كنيسة وحمام معمودية ومطبخ وخزان وقاعة طعام ومخزن، بالإضافة إلى عدد من الغرف.

بُني الدير من صخور الشاطئ المحلية، وكانت الجدران والأرضيات مغطاة بالجص الجيري. وتشير الفخاريات والزجاج المستخرجة من الموقع إلى أن الدير كان له روابط تجارية دولية تمتد من العراق إلى الهند. ويجاور الدير مبنى كبير ذو طابقين تم تفسيره على أنه منزل رئيس الدير (الأب أو الأسقف) ويرجع تاريخه إلى منتصف القرن السادس إلى منتصف القرن السابع الميلادي. وهو محاط بعدد من المباني المستطيلة ذات الغرفة الواحدة أو الغرفة المزدوجة والتي ربما كانت تستخدم كسكن للرهبان.

-مدينة اللؤلؤة.

وتضم جزيرة الصينية مدينة لصيد اللؤلؤ، وقد أشارت نتائج الأبحاث والحفريات الأثرية الحديثة إلى أن موقع مدينة صيد اللؤلؤ هو على الأرجح موقع المدينة المفقودة (توأم) المعروفة في المصادر التاريخية، والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي حتى القرن السادس أو السابع الميلادي. وقد تم اكتشاف عدد كبير من المنازل الحجرية المتجمعة حول الأزقة الضيقة، مما يدل على أن جزيرة الصينية تمتعت بتاريخ معماري أصيل عبر فترات زمنية مختلفة، بالإضافة إلى اكتشاف العديد من الجرار الكبيرة في الموقع، المستوردة من بلاد ما بين النهرين.

وقد تم العثور على العديد من أصداف المحار مقابل المدينة، كما تم العثور على العديد من اللآلئ في الحفريات، ويرجع تاريخ أقدم “حوض استحمام” إلى أكثر من 1300 عام، مما يجعله دليلاً واضحًا على أن الغوص بحثًا عن اللؤلؤ كان نشاطًا رئيسيًا في المنطقة.

وتبشر الجزيرة بمزيد من الاكتشافات الأثرية التي من شأنها أن تعزز مكانة الجزيرة على خارطة المواقع الأثرية المهمة في الدولة والمنطقة، وتؤهلها لاستقطاب المزيد من الوفود السياحية خلال الفترة المقبلة.

للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: wam

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى