سفير الإمارات في سانتياغو : الإمارات – تشيلي شراكة استراتيجية تجسد رؤى التنمية والازدهار
القاهرة: «دريم نيوز»
أبوظبي في 28 يوليو / وام / أكد سعادة محمد سعيد النيادي سفير الدولة لدى تشيلي أن الزيارة المرتقبة لفخامة غابرييل بوريك فونتي رئيس جمهورية تشيلي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة غداً تعد زيارة تاريخية واستثنائية ونقلة نوعية في تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين دولة الإمارات وتشيلي، حيث تعد أول زيارة رسمية لرئيس تشيلي إلى منطقة الشرق الأوسط، والأولى في تاريخ العلاقات الثنائية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1978.
وقال معاليه في مقال له بهذه المناسبة: “لا شك أن هذه الزيارة تشكل محطة رئيسية وتاريخية في مسيرة تعزيز العلاقات الثنائية، ما يؤكد عمق العلاقات بين البلدين، التي ترتكز على أسس رفيعة من التفاهم المتبادل والمصالح المتبادلة، سواء على المستوى الثنائي أو في مختلف المحافل الإقليمية والمنظمات الدولية. وتشهد العلاقات بين الإمارات وتشيلي تطوراً مستمراً في العديد من القطاعات الحيوية، ويعكس هذا التقدم حرص قيادتي البلدين على تعزيز وتطوير هذه العلاقات بما يعكس تطلعات وتوجهات قيادتي البلدين ويخدم الأهداف المشتركة ويلبي ويحقق مصالح الشعبين الصديقين”.
وأضاف: “على الصعيد الاقتصادي، تحرص دولة الإمارات على تطوير شبكة علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع منطقة أميركا اللاتينية، وتعد تشيلي شريكاً رائداً في برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تنفذها دولة الإمارات، والتي سيتم توقيعها خلال هذه الزيارة، والتي ستمثل نقطة تحول نوعية في مسار العلاقات الاقتصادية، كما تجسد نهج دولة الإمارات في بناء شراكات تنموية فاعلة مع الدول الشقيقة والصديقة، وستساعد هذه الشراكة في تحفيز النمو المستدام وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وستتيح للشركات والمصدرين في دولة الإمارات الوصول إلى الاقتصادات سريعة النمو في كل من تشيلي ودول أميركا اللاتينية، حيث تشكل المنطقتان أسواقاً حيوية ومتنامية يبلغ عدد سكانها أكثر من 800 مليون نسمة”.
وأوضح معاليه أن تشيلي تتمتع باقتصاد ناشئ ومتزايد الأهمية، وهي رابع أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، وأكبر منتج للنحاس في العالم، وثاني أكبر منتج لليثيوم، كما أنها غنية بالموارد الزراعية والثروة السمكية والمعادن الطبيعية، وتتميز باقتصاد مفتوح وموارد متنوعة وبيئة استثمارية جاذبة في هذه المنطقة الحيوية، ما يجعلها إحدى الوجهات المتميزة للشراكة والتعاون الاقتصادي مع دولة الإمارات واستكشاف فرص استثمارية واعدة ذات أولوية في أسواق البلدين.
وقال إن حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وتشيلي بلغ 305.1 مليون دولار في عام 2023، بنسبة نمو 23.6% منذ عام 2019. وفيما يتعلق بالجانب الاستثماري للبلدين، فلديهما استثمارات متبادلة مهمة تنمو باستمرار، وهناك استثمارات إماراتية ممثلة في هيئة أبوظبي للاستثمار وموانئ دبي العالمية في جمهورية تشيلي. وفي الجانب المناخي والتنمية المستدامة، تتقاسم الإمارات وتشيلي الرؤى والتطلعات لتحقيق الأمن الغذائي ومواجهة التحديات المناخية والعمل على تحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول عام 2050، في إطار حرص البلدين الصديقين على تنفيذ الاستراتيجيات التي تضمن استدامة المجالات البيئية والمناخية، والعمل على تنويع مصادر الطاقة المتجددة. وفي هذا الصدد، نثمن الدور الرائد لجمهورية تشيلي في قيادة مؤتمر الأطراف الخامس والعشرين في عام 2019، وجهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن التغيرات السريعة التي يشهدها العالم تتطلب تكثيف التعاون والشراكات الدولية في مجال تبني مفاهيم وممارسات الاستدامة على أوسع نطاق، وقال: “لا يسعنا إلا أن نشيد بمشاركة تشيلي في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي عقد في إكسبو سيتي دبي أواخر عام 2023، ودعمها لـ “اتفاقية الإمارات للمناخ”، التي تضع العالم على المسار الصحيح للعمل المناخي للحفاظ على البشرية والكوكب وتعزيز التعاون والعمل الجماعي”.
وقال معاليه: إن الذكرى الـ46 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية تشيلي تشكل فرصة لإبراز الإنجازات التي تحققت وفي الوقت نفسه استشراف تطلعات البلدين لبناء مستقبل حافل بالإنجازات في ظل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. وتعكس هذه الإنجازات الصداقة الراسخة بين البلدين وتؤكد التزامنا المشترك بتعزيز التبادل الاقتصادي والتعاون الدولي. ومن ناحية أخرى، يثمن الجانب التشيلي الشراكة القائمة مع دولة الإمارات ويشيد بالتطور الشامل الذي تشهده الدولة في كافة قطاعاتها والقدرات التنافسية العالية التي جعلت منها مركزاً اقتصادياً وتجارياً مهماً ووجهة أساسية للشركات العالمية والإقليمية، مؤكداً تطلعه إلى بناء شراكة دائمة مع دولة الإمارات في كافة المجالات التنموية بين البلدين.
وأضاف سفير الدولة لدى تشيلي: “في هذا الصدد، لدى البلدين العديد من الفرص الاقتصادية الواعدة للنمو والازدهار المشترك التي تلبي تطلعاتهما وإمكاناتهما الاقتصادية، وتطلق مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية، وتسريع النمو في القطاعات الحيوية والمستقبلية، وتحفيز الاستثمارات المتبادلة، وتعزيز الروابط الجوية، مما يسهم في زيادة التواصل بين مجتمعي الأعمال لرفع معدلات التبادل التجاري والسياحي والثقافي بين الجانبين، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لكلا البلدين كنقطة انطلاق مهمة لربط منطقتي الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، وتعزيز الدور الرائد لدولة الإمارات كمركز تجاري حيوي ولوجستي رائد في المنطقة”.
وقال معاليه: “في الختام، حققت الدبلوماسية الإماراتية نجاحات كبيرة بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في ترسيخ أركان ريادة الإمارات العالمية وتأكيد متانة علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، وهذا أحد ثمار ونتائج جولته في أميركا الجنوبية وجمهورية تشيلي في أكتوبر 2023 وحرصه على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في بناء شراكات نموذجية مع دول القارة في أميركا الجنوبية حتى أصبحت الإمارات وجهة سياسية واقتصادية حيوية وجاذبة على خريطة العالم، تستقبل على أرضها القادة السياسيين الإقليميين والدوليين بحفاوة، وتسعى لتبادل وجهات النظر معهم حول مختلف القضايا، لبناء مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً وازدهاراً للإنسانية جمعاء”.
للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: wam