عربي

"رئيس COP28" يدعو للتمسك بروح التكاتف التي ساهمت في"اتفاق الإمارات" لتحقيق التنمية المستدامة

القاهرة: «دريم نيوز»

 

ووهان، الصين في 22 يوليو/ وام / أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف (COP28)، أن رؤية القيادة الرشيدة مكنت دولة الإمارات من استعادة ثقة العالم في النظام الدولي المتعدد الأطراف، وتعزيز جهود مكافحة تغير المناخ والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للجميع في آن واحد، وبالتالي المساهمة في حماية البشرية والكوكب.
جاء ذلك في كلمته في الاجتماع الوزاري الثامن للعمل المناخي المنعقد في مدينة ووهان الصينية، بحضور العديد من الوزراء المعنيين بالمناخ من مختلف أنحاء العالم.

ودعا معاليه إلى ضرورة مشاركة كافة الأطراف التي ساهمت في التوصل إلى “اتفاق الإمارات” التاريخي في تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها فيه وتحويل المساهمات المحددة وطنيا إلى خطط عملية وشاملة تغطي كافة مجالات العمل المناخي، بما في ذلك خفض الانبعاثات ومنع إزالة الغابات لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للجميع.
وقال: إن منهجية التضامن وتضافر الجهود كانت الأساس في نجاح رئاسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في التوصل إلى “اتفاق الإمارات” التاريخي في ختام المؤتمر الذي استضافته الإمارات في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأنها تساهم حالياً في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة، لافتاً إلى إعلان شركة بتروتشاينا التي تمثل نحو 3.5% من إنتاج النفط العالمي الانضمام إلى “ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز” الذي أطلق خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لتسريع خفض انبعاثات القطاع.
انضمت شركة بتروتشاينا إلى 52 شركة أخرى ملتزمة بالميثاق، تمثل حوالي 40 في المائة من إنتاج النفط العالمي، مع أكثر من 60 في المائة من شركات النفط الوطنية، وهو أكبر عدد على الإطلاق يلتزم بمبادرة خفض الانبعاثات.
وتدعو الميثاق شركات النفط والغاز إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، والقضاء على انبعاثات غاز الميثان ووقف حرق الغاز بحلول عام 2030، والالتزام بأفضل الممارسات العالمية للحد من الانبعاثات، مع الاستثمار في بناء نظام الطاقة المستقبلي.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إن التزام شركة بتروتشاينا بالميثاق يعد خطوة مهمة تعزز الدور القيادي للصين في جهود الحد من الانبعاثات العالمية وتشجع المزيد من المؤسسات الدولية على الانضمام إليها.
وأشار معاليه إلى دور رئاسة المؤتمر في تحفيز الدول على تحويل مساهماتها المحددة وطنياً إلى خطط فعالة تدعم جهود التنفيذ وتشمل مجالات التخفيف والتكيف بشكل متوازن.
وأضاف معاليه أن الترويكا لرئاسات مؤتمر الأطراف تساهم في توحيد جهود مؤتمر “كوب 28” مع رئاسات مؤتمر “كوب 29” الذي تستضيفه أذربيجان هذا العام ومؤتمر “كوب 30” الذي تستضيفه البرازيل العام المقبل، وتلعب دوراً مهماً في بناء الزخم السياسي اللازم لتحقيق أهداف العمل المناخي.
وأشار إلى ضرورة تركيز كافة القطاعات على تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ، وتبني استراتيجيات تضمن مواكبة نماذج أعمالها للمستقبل، ووضع الحفاظ على الإنسان وحماية بيئة الكوكب ضمن أولوياتها القصوى.
وشدد معاليه على ضرورة تعزيز الاستثمار في أنظمة الطاقة النظيفة بالتزامن مع خفض الانبعاثات من نظام الطاقة الحالي، مشيراً إلى أن هدف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات خلال العقد الحالي، المنصوص عليه في “اتفاقية الإمارات” التاريخية، سيسهم في رفع سقف الطموح المناخي العالمي.
وأشار إلى حاجة العالم إلى زيادة القدرة الإنتاجية من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 16.4 في المائة سنوياً حتى عام 2030، بحسب أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، مشيراً إلى أن البشرية استطاعت عبر التاريخ تحقيق إنجازات عظيمة تفوق التوقعات رغم الشكوك والمخاوف، مؤكداً أن المجتمع الدولي حقق تقدماً استثنائياً في هذا المجال خلال العقدين الماضيين حتى أصبح العالم يضيف 2 جيجاواط يومياً إلى قدرته الإنتاجية من الطاقة الشمسية، وهو ضعف ما أضافه في عام 2004 بأكمله.
وأوضح معالي الدكتور سلطان الجابر أن الصين ساهمت بشكل كبير في هذا التقدم، حيث تنتج أكثر من نصف إجمالي الطاقة الإنتاجية للطاقة الشمسية في العالم، وأكثر من 80% من الألواح الشمسية، مشدداً على أهمية الاقتداء بتجربتها النموذجية.
وأشار معاليه في كلمته إلى الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي والتي تمكنه من المساهمة بشكل فعال في تقليل الانبعاثات وإحداث تأثير إيجابي ملموس في قطاعي الطاقة والنقل، موضحاً أن تطوير تقنياته سيؤدي إلى زيادة الطلب العالمي على الطاقة، وهو ما يتطلب تلبية هذا الطلب بأساليب ذكية للاستفادة من تطبيقاته.
وأشار أيضاً إلى حاجة العالم إلى توسيع مصادر الطاقة النووية، وتسريع إصدار التصاريح لمشاريع الطاقة النظيفة، وتحديث البنية التحتية اللازمة لشبكات الكهرباء، وتعزيز الاعتماد على الغاز الطبيعي في توفير الطاقة.
وجدد معاليه الدعوة إلى إعادة هيكلة الإطار العالمي لتمويل المناخ، بما يمكنه من توفير المزيد من التمويل بشروط ميسرة وبتكلفة مناسبة، بالإضافة إلى تحفيز استثمارات القطاع الخاص.

وأوضح معاليه أن هذه المهمة تشكل تحدياً في ظل تزايد أعباء الديون على العديد من البلدان والخيارات المحدودة لسياساتها المالية، لافتاً إلى ضرورة الحد من المخاطر التي تتعرض لها استثمارات القطاع الخاص لضمان مشاركته إلى جانب الحكومات في توفير تريليونات الدولارات اللازمة لتمويل العمل المناخي.
وأشار معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى إمكانية تطوير آليات العمل المناخي العالمي بشكل ملموس من خلال المبادرات الجديدة التي شهدها مؤتمر “كوب 28” مثل “ألتيرا” الذي أطلقته دولة الإمارات كأكبر صندوق استثماري خاص يركز على مواجهة تغير المناخ برأسمال أولي يبلغ 30 مليار دولار.
وأكد معاليه أن “اتفاق الإمارات” ساهم في تعزيز الطموح المناخي العالمي، وشدد على ضرورة التزام الأطراف برفع سقف الطموح إلى مستوى أعلى في النسخة المقبلة من المساهمات المحددة وطنياً، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان تحويل هذه المساهمات إلى إجراءات عملية ملموسة.
يُشار إلى أن الترويكا لرئاسات مؤتمر الأطراف تستضيف هذا الأسبوع، ضمن أنشطة “المؤتمر الوزاري للعمل المناخي”، اجتماعاً على غرار مجلس الإمارات، يركز على حماية واستعادة وتعزيز مخازن الكربون الطبيعية مثل الغابات والأراضي الرطبة والمسطحات المائية، بما في ذلك الاستفادة من الروابط العديدة بين مجالات التنوع البيولوجي والمناخ.

وتعد هذه الجلسة جزءًا من سلسلة “مجالس العمل الطموحة” التي أطلقتها الترويكا هذا العام خلال حوار بيترسبيرج للمناخ في برلين، ألمانيا، كجزء من جهودها لمساعدة الأطراف على رفع مستوى الطموح في الجولة التالية من المساهمات المحددة وطنيا.

للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: wam

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى