دراسة عن مرض الزهري في توسكيجي وفاة المبلغ عن المخالفات بيتر بوكستون عن عمر يناهز 86 عامًا
القاهرة: «دريم نيوز»
توفي المبلغ عن المخالفات الذي كشف أن الحكومة الأمريكية سمحت لمئات الرجال السود في ريف ألاباما بعدم تلقي العلاج من مرض الزهري في ما أصبح يُعرف بدراسة توسكيجي، عن عمر يناهز 86 عامًا.
لقد أنهى تدخل بيتر بوكستون واحدة من أكثر فضائح الأبحاث الطبية شهرة في تاريخ الولايات المتحدة. توفي السيد بوكستون في الثامن عشر من مايو/أيار بسبب مرض الزهايمر في روكلين بولاية كاليفورنيا، وفقًا لمحاميته مينا فرنان.
على مدى أربعين عاماً، أجرت هيئة الصحة العامة الأميركية دراسة أسفرت عن وفاة مئات الأشخاص بسبب العدوى المنقولة جنسياً دون علاج. وكانت الدراسة تهدف إلى تحديد ما فعله المرض بجسم الإنسان على حساب أكثر من مائة شخص من خلال تشريح الجثث.
في عام 1965، حصل السيد بوكستون على وظيفة في مكتب خدمة الصحة العامة المحلي، وسمع زملاءه يناقشون دراسة حالة لمرض الزهري في ألاباما. وفي العام التالي أثار مخاوف أخلاقية وشكاوى إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لكنه قوبل بالرفض المتكرر.
في النهاية ترك الخدمة وتدرب مرة أخرى كمحامٍ، لكن المعلومات التي كانت بحوزته عن الدراسة دفعته في النهاية إلى إبلاغ أحد الصحفيين. فكتبت الصحفية الاستقصائية جين هيلر تحقيقًا في عام 1972، وتوقفت الدراسة التي استمرت 40 عامًا.
ولم تنقذ شجاعة السيد بوكستون في المجازفة بحياته المهنية أرواح الرجال فحسب، بل أدت أيضاً إلى إصلاح قواعد الصحة والتعليم والرفاهية المتعلقة بالعمل مع البشر. كما تم تسوية دعوى قضائية جماعية خارج المحكمة مقابل 10 ملايين دولار (7.7 مليون جنيه إسترليني)، حيث وعدت الحكومة الأمريكية بتوفير الرعاية الطبية المجانية للناجين وأسرهم.
توفي آخر مشارك في الدراسة في عام 2004، لكن الإرث المظلم للدراسة لا يزال يلقي بظلاله. فقد أدت إلى انعدام الثقة في طلب العلاج الطبي، وتم الاستشهاد بها مؤخرًا في ظل الوباء كسبب لعدم الحصول على لقاح كوفيد-19.
الزهري مرض شديد العدوى ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي، وإذا ترك دون علاج فإنه قد يسبب تشوهات في العظام والأسنان، والصمم، والعمى، وأمراض القلب وتدهور الجهاز العصبي المركزي. ووفقاً لدراسة أجرتها الجمعية الطبية الأميركية فإن الزهري غير المعالج يقلل من متوسط العمر المتوقع بنسبة 17% بين الرجال السود الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و50 عاماً، وهو ما يتفق مع وصف المشاركين في دراسة توسكيجي.
وُلِد السيد بوكستون في براغ عام 1937 لأب يهودي انتقل بأسرته إلى الولايات المتحدة عام 1939 من تشيكوسلوفاكيا التي كانت محتلة من قبل النازيين آنذاك. وقد أجرى مقارنات بين دراسة توسكيجي والتجارب الطبية التي أجراها الأطباء النازيون على اليهود وغيرهم من السجناء.
وقالت ليل تايسون هيد، التي كان والدها مشاركاً في الدراسة، إن أفراد عائلات المشاركين ممتنون للسيد بوكستون على “صدقه” و”شجاعته” في الكشف عن التجربة.
للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: independent