عربي

شيخ الأزهر خلال لقائه رموزا دينية في إندونيسيا : الأديان رسالة سلام

القاهرة: «دريم نيوز»

 

جاكرتا في 12 يوليو / وام / أكد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين أن الأديان رسالة سلام، والإسلام دين تكامل الحضارات، مشيرا إلى أن التاريخ شهد بأن حضارة هذا الدين كانت ولا تزال حضارة الأخوة الإنسانية.

جاء ذلك خلال حفل استقبال حاشد نظمته جمعية نهضة العلماء الإندونيسية، أكبر جمعية إسلامية في العالم، لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، بحضور قادة ورموز الديانات المختلفة في إندونيسيا من الكاثوليك والبروتستانت والبوذيين والهندوس والكونفوشيوسيين، بالإضافة إلى الآلاف من قيادات الجمعية ورموزها والشباب والفتيات الذين حضروا الاستقبال، ومئات الآلاف الذين تابعوا فعاليات الحفل عبر البث المباشر.

وفي كلمته خلال الحفل الذي أقيم تحت عنوان “الحوار والوئام بين الأديان والحضارات”، قال شيخ الأزهر: “إن الأديان رسالة سلام للإنسانية، بل وللحيوان والنبات والطبيعة ككل، ويجب أن نعلم أن الإسلام لا يجيز للمسلم أن يقاتل إلا في حالة واحدة، وهي دفع العدوان عن النفس والأرض والوطن”. وأكد أن المسلمين لم يقاتلوا غيرهم قط لإجبارهم على اعتناق الإسلام، لأن الإسلام لا ينظر إلى غير المسلمين من منظور العداء والشك والصراع، بل من منظور المودة والأخوة الإنسانية، وهناك آيات واضحة في القرآن الكريم تؤكد أن علاقة المسلمين بالآخرين المسالمين لهم ـ بغض النظر عن أديانهم أو مذاهبهم ـ هي علاقة مودة وعدل وقسط.

وأضاف سماحته أن الإسلام ليس هو الدين الذي يجب أن يثبت أنه دين حوار وتكامل الحضارات وتلاقح الثقافات واحترام الآخر، وهذه الحقائق يعرفها من يؤمن بهذا الدين ومن لا يؤمن به على حد سواء، وأوضح أن التاريخ شهد أن حضارة هذا الدين كانت ولا تزال حضارة أخوة إنسانية وزمالة دينية عالمية، وأنها لم تكن يوما مصدر شقاء للبشرية، ولم تضيق يوما بأخوة الأديان الأخرى، ولم يعرف عنها أنها اتخذت موقفا عدائيا صريحا أو خفيا تجاهها، أو تجاوزت في صراعاتها المسلحة مع غير المسلمين قانون الحق، أو قانون الدفاع عن النفس والوطن.

وأكد شيخ الأزهر أن من واجب الشرقيين أن يشعروا بروابط أكثر قربا وانسجاما يتواصلون من خلالها مع الغرب، ويجب أن ننظر إلى الحضارة الغربية بنظرة أكثر تفاؤلا، فهي بلا شك حضارة أنقذت البشرية ونقلتها إلى آفاق علمية وتقنية ما كانت لتصل إليها طوال تاريخها القديم، لولا إخلاص علماء الغرب لمنابع المعرفة الأدبية والتجريبية والفنية.

وختم سماحته: “لعل الخطوة التي خطوناها أنا وأخي البابا فرنسيس معًا، ولأول مرة ربما في تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحية، وأثمرت: وثيقة الأخوة الإنسانية التي يعرفها العالم اليوم من أقصاه إلى أقصاه، والتي تبنتها الأمم المتحدة بإعلانها الرابع من فبراير يومًا عالميًا للأخوة الإنسانية؛ لعل هذه الخطوة تساهم قليلًا أو كثيرًا في إذابة جليد سوء التفاهم والتوتر والقطيعة المتراكم بين أتباع الطوائف والأديان في الشرق كما في الغرب، وخاصة في زمن الحروب والأزمات، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللقاءات ستؤتي ثمارها المرجوة -إن شاء الله- إذا صدقت النوايا وصدقت العزيمة وطهرت القلوب وصلحت العقول”.

من جانبهم، أعرب القادة والرموز الدينية عن ترحيبهم الكبير بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، مؤكدين أن سماحته رمز للسلام والتسامح، وأنهم يستلهمون دائماً من جهود سماحته في نشر قيم الحق والخير والعدل والأخوة الإنسانية، في نشر روح السلام والتعايش وقيم المواطنة.

كما عبر الحضور من جمعية نهضة العلماء عن محبتهم وتقديرهم لفضيلة الإمام الأكبر والأزهر الشريف، مشيرين إلى أنهم يحرصون دائماً على الاستلهام من نور الأزهر الشريف وعلمائه المخلصين الذين ينشرون الفكر المستنير في أنحاء العالم.

من جانبه رحب وزير الشؤون الدينية الإندونيسي ياقوت خليل قوماس بالزيارة الثالثة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى إندونيسيا استجابة لدعوة الرئيس الإندونيسي، مؤكداً أن هذه الزيارة تمثل أهمية كبيرة نظراً للمحبة والتقدير الكبيرين اللذين يحظى بهما فضيلة الإمام الأكبر في قلوب الإندونيسيين.

من جانبه، أعرب بهنا بانافارو، ممثل الطائفة البوذية في إندونيسيا، عن امتنانه لاستقبال الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وهو شخصية معروفة عالميا بجهوده في إرساء الحوار والتعددية، مشيرا إلى أنها زيارة عزيزة على كل الإندونيسيين وليس المسلمين فقط.

كما ألقى الأب جمال جلتوم ممثل الطائفة البروتستانتية في إندونيسيا كلمة ترحيبية بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، قال فيها: “بالنيابة عن الكنائس المسيحية في إندونيسيا، نعرب عن امتناننا وسعادتنا بالتواجد هنا اليوم للترحيب بفضيلتكم في بلادنا. إن اجتماعنا اليوم يشكل خطوة مهمة نحو المضي قدماً في عقد عدد من اللقاءات المشتركة للقيادات الدينية في بلادنا. ونحن محظوظون بأن نكون بين هذه الكتلة الإسلامية الكبيرة التي تمثل أكبر دولة إسلامية في العالم. وأكد على جهود إندونيسيا للحفاظ على التعددية والتنوع والانسجام والوئام بين كافة شرائح المجتمع”.

من جانبه، قال الدكتور مانجكو فاستيكا، رئيس الطائفة الهندوسية في إندونيسيا: إن زيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر جاءت بروح السلام، في وقت يفتقر فيه العالم إلى هذه الروح في ظل الصراعات الواسعة النطاق، معرباً عن تقديره لجهود الإمام الأكبر في نشر الأخوة والتعايش والاحترام المتبادل.

بدوره، قال الدكتور بودي تنور ويبوو، زعيم الأمة الكونفوشيوسية في إندونيسيا: “نرحب بزيارة فضيلة الإمام الأكبر إلى بلادنا، إنها حقاً زيارة سلام وصداقة للجميع. نسأل الله أن يمنح سماحته القدرة على استكمال جهوده في إرساء السلام والمحبة ونشرها في أنحاء العالم، وأن يصبح العالم أكثر انسجاماً وتماسكاً وتربة خصبة تحتوي الجميع وتضمن حقوقهم وواجباتهم”.

وقال الكاردينال سوهاريو، ممثل الكاثوليك في إندونيسيا: “إن الإمام الأكبر شيخ الأزهر داعية سلام، ويشرفني أن ألتقي به في إندونيسيا. لقد اشتقت لهذا اللقاء، وزادت رغبتي بعد أن وقع سماحته وثيقة الأخوة الإنسانية مع قداسة البابا فرنسيس في عام 2019، والتي قمنا بتوزيعها على الكنائس المختلفة في إندونيسيا”.

وفي ختام الحفل قدم الرئيس التنفيذي لجمعية نهضة العلماء الإندونيسية درع جمعية نهضة العلماء لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، تعبيراً عن محبة الشعب الإندونيسي لفضيلته وسعادتهم بهذه الزيارة الكريمة.

للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: wam

 

Related Articles

Back to top button