داليا عبد الرحيم: دول الساحل والصحراء تحقق أدنى معدلات التنمية في العالم.. خبير: القارة الإفريقية محاطة بحزام إرهابي.. والتنافس التركي الإيراني في منطقة الساحل أثر على التنمية في إفريقيا
تناقلت اليوم وسائل الاعلام المحلية والدولية خبرا بعنوان، داليا عبد الرحيم: دول الساحل والصحراء تحقق أدنى معدلات التنمية في العالم.. خبير: القارة الإفريقية محاطة بحزام إرهابي.. والتنافس التركي الإيراني في منطقة الساحل أثر على التنمية في إفريقيا ، ونستعرض لحضراتكم اهم ما دار حول الموضوع وأهم ما ورد في تناوله علي موقعكم دريم نيوز.
قالت الصحفية والإعلامية داليا عبد الرحيم، مقدمة برنامج “الضفة الأخرى” ونائب رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسي، إن المقصود بدول الساحل والصحراء على المستوى الجغرافي هو تلك المنطقة الممتدة من جوانب وأسفل دول المغرب العربي من المحيط الأطلسي إلى القرن الإفريقي، مروراً بها. في الصحراء الكبرى؛ وأبرز الدول هي موريتانيا، وتشاد، والنيجر، ومالي، ونيجيريا، وبوركينا فاسو، موضحة أن الحدود بين هذه الدول مفتوحة ومتداخلة، ولا يوجد بها تضاريس أو انفصال أو عوائق طبيعية. بل هي حدود تشكلت على خلفية احتلال الدول الغربية في الفترة الاستعمارية. ولذلك فهي حدود غير مستقرة وغير منظمة أمنياً وسياسياً.
وأضافت عبد الرحيم، خلال برنامجها “الضفة الأخرى”، المذاع على قناة “القاهرة نيوز”، أن هذه المنطقة تتميز بوفرة الثروات الطبيعية من معادن وغاز وبترول. مما جعلها مطمعاً للقوى الأجنبية التي سعت منذ القرن التاسع عشر وما زالت تحاول نهب واستغلال موارد وبضائع تلك الدول، وفرض هيمنتها ووصايتها ونفوذها السياسي، وتعمل أجهزتها الأمنية والمخابراتية على تأسيسها. الأنظمة والحكومات التي تضمن وتسهل تلك الهيمنة وهذا النفوذ.
وأوضحت أنه على مستوى السكان، يتميز بالتنوع والتعدد العرقي والقبلي والديني والثقافي. الأمر الذي يؤدي إلى صراع على السلطة والثروة والنفوذ، ويدفع التكوينات السكانية المتباينة، التي يغذيها الولاء القبلي والعرقي والديني، إلى الانزلاق في جحيم الحروب الأهلية. خاصة في ظل ضعف وإرهاق السلطات المركزية بسبب غياب الديمقراطية وانتشار الفساد السياسي والإداري والمالي وعدم القدرة على إحكام السيطرة وتأمين الحدود، لافتا إلى أنه مع ضعف إمكانيات الحكومات في توفير الحد الأدنى الخدمات الأساسية للسكان وغياب العدالة في توزيع الثروات والخدمات نتيجة سياسات الاستحواذ والاستئثار بقبيلة أو عرق محدد بالسلطة، وتهميش وعزل بقية مكونات المجتمع المحلي. وتشهد العديد من مناطق دول الساحل والصحراء أوضاعا إنسانية كارثية، من بينها شح الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وغياب الرعاية الصحية، وانتشار الأوبئة والأمراض. ووفقا لتقارير الهيئات الدولية، تعتبر معدلات التنمية البشرية في منطقة الساحل والصحراء من أدنى معدلات التنمية. فى العالم.
وأشارت إلى أنه نظراً لهذه الخصوصية الجغرافية والديموغرافية، وسياسات التدخل والنفوذ الأجنبي، وضعف وهشاشة الحكومات والأنظمة الوطنية، وما تسببه من عدم استقرار سياسي وأمني، فضلاً عن القصور والفشل في الحكم، فإن الحل المناسب وتوافر الظروف الملائمة لتواجد جماعات الجريمة المنظمة، والتي يمكن رصد أبرز مجالات نشاطها في تجارة المخدرات. وقدرت التقارير الدولية أن حوالي 20% من المواد المخدرة التي تصل إلى أوروبا من أمريكا الجنوبية تصل عبر بعض دول الساحل والصحراء. كما ازدهرت تجارة الأسلحة وتهريبها، بما في ذلك الأسلحة المتقدمة ذات التقنية العالية، في السنوات الأخيرة في تلك المنطقة، بالإضافة إلى الاتجار بالبشر وتهريب الهاربين واللاجئين إلى دول أوروبا وشمال أفريقيا عن طريق “القوارب” أو برا. كما تحول اختطاف الرهائن من السياح من الدول الغربية إلى مصدر دخل وتمويل، يدر ملايين الدولارات للعصابات والتنظيمات المسلحة في تلك المنطقة. كما تسيطر جماعات الجريمة المنظمة وبعض الجماعات الإرهابية على تهريب السيارات والمواد الغذائية والسجائر في تلك المنطقة.
وأكدت أن من أبرز مهربي السيارات والمواد الغذائية والسجائر بمنطقة الساحل الصحراوي، مختار بلمختار القيادي البارز في جماعة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا، ومؤسس تنظيم المرابطون، وجماعة المرابطون. الزعيم المنشق لتنظيم القاعدة. وأصبحت شهرته تعرف باسم “مختار مارلبورو”. ولأنه متخصص في تهريب السجائر الأجنبية وتجارة الأسلحة واختطاف السياح وإطلاق سراحهم بعد دفع الفدية من بلدانهم، فقد حصل على أكثر من 100 مليون دولار فدية للأجانب المختطفين في عمليتين منفصلتين في أقل من عام (من ديسمبر 2008 إلى ديسمبر 2008). نوفمبر 2009)؛ وكان في ذلك الوقت مسؤولاً عن فرع الصحراء لتنظيم القاعدة.
وأشارت إلى أنه عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ما أسمته التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وخلال أقل من شهر أطاحت بحكم حركة طالبان في أفغانستان التي كانت ملاذا وحاضنة لحركة الإرهاب. -القاعدة. الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات 11 سبتمبر، وغادر تنظيم القاعدة، أو بتعبير أدق قسم كبير من قادته وعناصره، جبال أفغانستان والمدن التي كانت تضم معسكراتها إلى الشتات، ومن بينهم من عادوا إلى بلدانهم في ودول الشرق الأوسط وآسيا، وتوجه إلى العراق قطاع كبير يقدر في حينه بخمسة آلاف عضو؛ حيث هناك تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي؛ الذي كانت له رؤى وتوجهات أيديولوجية وحركية لم تكن منسجمة تماما مع القيادة المركزية لتنظيم القاعدة، وخاصة مع أسامة بن لادن، ومن بطن فرع القاعدة في العراق نشأت دولة الإسلام في العراق، التي تحولت فيما بعد إلى إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والذي كان يُعرف باختصار باسم “داعش”. موضحا أن جوهر الخلاف الفقهي والفكري بين تنظيمي القاعدة وداعش يكمن في أولويات الجهاد كما يزعمون. ورأت القاعدة ضرورة مواجهة العدو البعيد، أي الدول الغربية وأمريكا، ومن هذا المنطلق وجهت عملياتها وأهدافها. وبينما تبنى تنظيم داعش مفهوم العدو القريب الذي تقصده الدول العربية والإسلامية، ليقيم ما يسمى بدولة “الخلافة” على أراضيها، ثم ينطلق لمحاربة العدو البعيد، دول الغرب و أمريكا.
وأشارت إلى أن الأيام والأحداث أثبتت خطأ وقصر نظر الاستراتيجية الأمريكية والغربية في التعامل مع ظاهرة الإرهاب في حالة تنظيم القاعدة. ودعمت أمريكا مجاهدي القاعدة في أفغانستان في إطار ما عرف بالحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي. ورأت الإدارة الأميركية حينها أن تنظيم داعش ينقل مخاطر الإرهاب إلى دول الشام، وكلنا نتذكر مقولة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس “دعوهم يقاتلون على أراضيهم”. معتقداً أن من ستأكله نيران إرهاب داعش هم العرب والمسلمون، على أرضهم بعيداً عن الدول الغربية. مؤكداً أن هذا النقص وغياب المفهوم الشامل لمخاطر الإرهاب وكيفية مواجهته على المستويين الإقليمي والدولي قد وفر المناخ المناسب لمغتربي تنظيم القاعدة ومنشقيه لنقل أفكارهم وفروع تنظيمهم الإرهابي. وتنظيمات من القاعدة وداعش ومن التنظيمات التي انبثقت عن الصراع الذي نشأ بين التنظيمين، خاصة بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي؛ حيث فتحت مساحات مناسبة للصراع والتنافس بين داعش والقاعدة في العراق وسوريا وليبيا. ثم انتقلت لاستهداف مناطق نفوذ جديدة والبحث عن ملاذات آمنة في القارة الأفريقية. وهكذا شهدنا موجات مد ونمو وتصاعد في مخاطر وأطماع الجماعات الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي ودول الساحل والصحراء. الاستفادة من الأوضاع السياسية والأمنية والمعيشية في تلك الدول؛ مع استمرار التراخي وانعدام الإرادة والرؤية الواضحة من الدول الكبرى والهيئات الدولية في صياغة استراتيجية متكاملة وشاملة لمواجهة الإرهاب.
وقالت إن بداية نمو وانتشار الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء جاءت بعد خروج الجسم الرئيسي لتنظيم القاعدة من أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. ثم العناصر المعروفة بـ”العائدين من أفغانستان” وبدأت أفغانستان في تشكيل مواقع إرهابية في ملاذات جديدة. تشكلت بوكو حرام في نيجيريا عام 2002، ونما فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عام 2007 ليشمل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وانقسم التنظيم ليشكل عام 2011 جماعة الجهاد والتوحيد في البلاد. الغرب. أفريقيا.
وأضافت أنه بعد إعلان ما يسمى بدولة الخلافة في العراق والشام عام 2014، وبعد أقل من عام، تشكل تنظيم داعش في الصحراء الكبرى في منطقة المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مستغلا الفرصة لعدم قدرة تلك الدول على تأمين ومراقبة حدودها، ومع وجود هذا العدد الكبير. ومن بين التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، ظهر التنافس والصراع بين هذه التنظيمات لفرض السيطرة وكسب الأنصار والتوسع في مناطق نفوذ جديدة. وتصاعدت العمليات الإرهابية ضد حكومات تلك الدول والمصالح الغربية فيها، وتحمل السكان المحليون النصيب الأكبر من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وكشفت عن التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء، موضحة أن تنظيم بوكو حرام تأسس في نيجيريا عام 2002 على يد زعيمه محمد يوسف. وتطلق على نفسها اسم جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، وهو ما تعنيه عبارة بوكو حرام باللغة المحلية (التعليم الغربي حرام). وتعتبر الحكومة النيجيرية كافرة. وأكدت المخابرات الأمريكية أنها رصدت علاقة بينها وبين أسامة بن لادن، وأنها أرسلت مساعدا له بمبلغ ثلاثة ملايين دولار لتسليمه لعدد من التنظيمات المتطرفة في المنطقة، من بينها جماعة بوكو حرام. . وفي عام 2019، أعلنت حصولها على أسلحة متطورة وطائرات مسيرة لم تكن في حوزة الجيش النيجيري.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: albawabhnews