الزعيم والمبروك.. سر تحول علاقة ناصر والبابا كيرلس السادس من الفتور إلى الأبوية
تناقلت اليوم وسائل الاعلام المحلية والدولية خبرا بعنوان، الزعيم والمبروك.. سر تحول علاقة ناصر والبابا كيرلس السادس من الفتور إلى الأبوية ، ونستعرض لحضراتكم اهم ما دار حول الموضوع وأهم ما ورد في تناوله علي موقعكم دريم نيوز.
وكانت العلاقة بينهما وثيقة للغاية. وكانت تربط بين الرئيس عبد الناصر والبابا كيرلس السادس علاقة إنسانية وثيقة وعميقة. والمفارقة أن ذلك جاء بعد فتور سابق، تحول القطيعة إلى صداقة قوية حتى أصبح الزعيم ينادي المبروك بلقب “أبي”.
وبدأت القصة عندما حاول البابا لقاء الزعيم أكثر من مرة، ليعرض عليه مشاكل الأقباط ومطالبهم، لكن ذلك لم يحدث. إلا أن مرض ابنة عبد الناصر كان سببا في تغيير المسار. زارها كبار الأطباء وقالوا إن مرضها ليس عضويًا، وعندما روى الزعيم الأمر لأحد أعضاء مجلس الشعب في ذلك الوقت أخبره أن ابنه أصيب بمرض شديد وشفاه البابا كيرلس، فطلب منه أن يحضره ليرى ابنته. ولما دخل البابا الغرفة قال لها مبتسما: “أنت لست عينا ولا حاجة”. فاقترب منها وصلى عليها لمدة 15 دقيقة ففعلا شفيت.
وكانت هذه نقطة التحول بين الزعيم والمبروك، ووصف الكاتب محمد حسنين هيكل العلاقة بينهما قائلاً: «كانت ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل. وكان معروفًا أن البطريرك يمكنه أن يجتمع مع عبد الناصر في أي وقت يريد، وكان كيرلس حريصًا على تجنب المشاكل، واستفاد كثيرًا من علاقته الخاصة”. ساعد عبد الناصر في حل العديد من المشاكل.
وفي لقاء ودي خاص في منزل الزعيم عام 1959، قال له البابا كيرلس: “سأعمل بعون الله على تعليم أبنائي معرفة الله، وحب الوطن، ومعنى الأخوة الحقيقية”. ومن المواقف التي ساند فيها الرئيس صديقه البابا عندما أراد بناء كاتدرائية جديدة على أرض الأنبا رويس بالعباسية: روى هيكل في كتابه “خريف الغضب” أنه تلقى دعوة شخصية من البابا لزيارة قابله. فذهب إليه بصحبة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والاجتماعية، وتحدث معه البابا في الأمر، مبديًا حرجه الشديد من التحدث مباشرة مع الزعيم. وعندما نقل هيكل الأمر إلى الرئيس أبدى تفهمًا تامًا، وقرر أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه في الكاتدرائية الجديدة، نصفها نقدًا والباقي عينًا عن طريق شركات المقاولات العامة، وتم وضع حجر الأساس. تم وضعه في 24 يوليو 1965.
وفي حفل التدشين ألقى الرئيس كلمة تاريخية قال فيها: “أيها الإخوة، يسعدني أن أشارك معكم في وضع حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة. وعندما التقيت أخيرًا بالبابا في منزلي، أخبرته عن البناء، وأن الحكومة مستعدة للمساهمة، ولم يكن المقصود في الواقع المساهمة ماليًا”. الأمر سهل وسهل، ولكن قصدت الجانب الأخلاقي. لقد قامت الثورة في الأصل على المحبة، ولم تكن على الكراهية والتعصب بأي حال من الأحوال. لقد قامت الثورة وهي تدعو إلى المساواة وتكافؤ الفرص، لأنه بالحب والمساواة وتكافؤ الفرص يمكنك بناء مجتمع سليم معافى. “ما نريد وما دعت إليه الأديان.”
ومن المواقف التي لا تنسى عندما ألقى الرئيس خطاب استقالته في 8 يونيو 1967. فذهب البابا إلى منزله برفقة ثلاثة أساقفة وعدد من الكهنة. وعندما وجدوا مظاهرة شعبية حول المنزل تطالب بتنحي الرئيس، اتصل به هاتفياً وقال: “أريد أن أسمع منك وعداً واحداً”، فأجاب الرئيس. “قل يا أبي”، فقال البابا: “الشعب يأمرك فلا تستسلم”. وكان الرد: «أنا قائم على أمر الناس وأمرك».
وعندما توفي عبد الناصر في سبتمبر/أيلول 1970، رثاه البابا قائلاً: “إن الحزن الذي يخيم على أمتنا بأكملها، حيث انتقل الرئيس المحبوب والبطولي منتصراً إلى عالم البقاء والخلود، أعظم من أن يتم التعبير عنه أو التلفظ به. الخبر المؤلم هز مشاعرنا جميعا، ومشاعر الناس في جميع أنحاء الشرق”. والغرب لا نستطيع أن نصدق أن الرجل الذي تجسدت فيه آمال المصريين يمكن أن يموت. جمال لم يمت ولن يموت. لقد فعل في نحو عشرين عاما من تاريخنا ما لم يفعله أحد قبله منذ قرون.
ثم توجه إلى القصر الجمهوري لتقديم واجب العزاء للرئيس السادات، وكتب في سجل العزاء: “يوم حزين على بلادنا والمشرق العربي. يا لها من خسارة كبيرة حلت بنا جميعا.. وسيظل اسم هذا البطل مرتبطا بتاريخ مصر والعرب وإفريقيا ودول عدم الانحياز، بل وتاريخ الأسرة البشرية بأكملها”. ».
للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7