محافظات

دار الإفتاء توضح حكم طمس معالم الملصق الإلكترونى أو بعض أرقام السيارة

تناقلت اليوم وسائل الاعلام المحلية والدولية خبرا بعنوان، دار الإفتاء توضح حكم طمس معالم الملصق الإلكترونى أو بعض أرقام السيارة ، ونستعرض لحضراتكم اهم ما دار حول الموضوع وأهم ما ورد في تناوله علي موقعكم دريم نيوز.  

 

ما حكم التحايل على الشرع والقانون للإفلات من العقاب؟ يقوم بعض الأشخاص الذين لا يلتزمون بالقوانين المنظمة للمرور، باستخدام حيل للتهرب من دفع الغرامات، مثل طمس معالم ملصق إلكتروني أو بعض أرقام السيارات، أو استبدالها بأخرى، أو استخدام لوحات أرقام السيارات من السيارات المتوقفة. عمل “الكاهن”، ما الحكم الشرعي في هذا الخداع؟ سؤال تم رفعه إلى دار الإفتاء وأجابت عليه بما يلي:

إن القوانين المنظمة للمرور، بما في ذلك الغرامات والعقوبات، مستمدة في الأصل من أحكام الشريعة الإسلامية. والتحايل في تطبيقها بقصد مخالفة الغرامات المقررة أو التهرب منها محرم شرعا، ومجرم قانونا، ولا يعفي مرتكبه من المساءلة القانونية والقانونية.

مشروعية سن القوانين لرفع الأذى عن الطريق. فالأمر بإعطاء الطريق حقه، والالتزام بآدابه، وإزالة الأذى عنه يشمل كل من يمر عليه راكباً كان أو ماشياً، سواء كان المتسبب في الضرر أو غيره.

ومن طرق منع الضرر على الطريق والقضاء عليه: القوانين التي تسن والتي تلزم الناس بالالتزام بآدابه وقواعده ومراقبة حركتهم، بما في ذلك تغريم أو معاقبة من يخالفهم بالعقوبة المقررة لمخالفتهم. وقد ظهرت نصوص في تغريم من خالف آداب الطريق أو ألحق الأذى بالمارة. وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أوقف دابة في الطريق إلى … في طرق المسلمين أو في السوق فإن تسوقهم يد أو رجل فهو ضامن. رواه الدارقطني في السنن، والبيهقي في السنن.

الغرامات على كل من يخالف القواعد المنظمة لحركة الناس على الطريق هو ما جاء في الشريعة الإسلامية وتم تناوله في عبارات الفقهاء بما يتوافق مع ظروف عصرهم ومتطلبات عصرهم ووسائل النقل التي كانت تستخدم في ذلك الوقت. إلا أن ما اعتبروه يوجب التغريم يتوافق مع ما يوجب التغريم في عصرنا هذا. مع الفرق بينهما فقط في الصورة؛ ولما كان المقصود بالحيوان في نصوصهم وسيلة النقل، فلا فرق في ذلك بين كونه حيوانا من الماشية، أو حيوانا يستخدم وسائل حديثة كالسيارات ونحوها.

ويتبين حكم الالتزام بالقوانين المنظمة للمرور من هذا: أن القوانين المنظمة للمرور مستمدة في أصولها وفروعها مما أمر به الشرع الكريم بما يتوافق مع الواقع الذي نعيشه؛ مما يؤكد أن الالتزام بها هو التزام بما أمر الله تعالى به، أولاً من حيث ما سبق بيانه، ثم من حيث كونه طاعة لولي الأمر الذي أمر الله تعالى بطاعته. وقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”. [النساء: 59]ولهذا السبب أكد المشرع المصري على توقيع العقوبة على كل من يتجاوز أو يخالف هذه القوانين بأي فعل يقصد منه الإضرار بالآخرين أو التهرب من التبعات المالية أو العقوبات اللازمة، وهو ما يسميه البعض التحايل على القانون.

حكم التحايل على الشرع والقانون للإفلات من العقاب

تعريف الحيلة المحرمة هو: كل فعل يقصد به مخالفة الشرع الكريم في أحكامه، أو الإضرار بمصالح الناس وانتهاك حقوقهم، وذلك بتقديم فعل محرم شرعا في صورة مباح. وهذا ما يحدث في خداع الملصقات الإلكترونية وأرقام لوحات السيارات بإخفاء معالمها. أو تغييرها أو استبدالها بسيارات أخرى غير عاملة؛ للتهرب من الغرامات والمستحقات المالية المترتبة على عدم العثور على السائق الحقيقي.

قال العلامة ابن قدامة الحنبلي في “المغني” (4/ 43 ط مكتبة القاهرة): [والحِيَلُ كلُّها محرمة، غير جائزة في شيء من الدِّين، وهو أن يُظهِر عقدًا مباحًا يريد به محرمًا؛ مخادعةً وتوسلًا إلى فعل ما حرم الله، واستباحة محظوراته، أو إسقاط واجب، أو دفع حق] أوه.

ولا يخفى على أحد أن عملية الخداع هذه من خلال طمس أو تغيير معالم الملصق الإلكتروني أو أرقام السيارة، تتيح الفرصة لصاحبها للتجرؤ على القوانين المنظمة للمرور وعدم الالتزام بها، فهو على ثقة بأنه لن يرتكبها. أن يتعرض للغرامة أو العقوبة المقررة لمخالفته التي تضر بمصالح الناس وتعرضهم للضرر. وقد تقرر أن “الوسيلة إلى الفعل المحرم حرام”، وأن “الوسيلة تخضع لأحكام المقاصد”، كما جاء في “قوي الأحكام في مصالح الأنعام” للإمام عليه السلام. – عز بن عبد السلام (1/53 ط. مكتبة كليات الأزهر).

خاتمة

وعليه: فإن القوانين المنظمة للمرور بما فيها الغرامات والعقوبات هي في الأصل مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية، والتحايل على تطبيقها من أجل مخالفة الغرامات المقررة أو التهرب منها محرم شرعاً ومجرم شرعاً، ولا يعفي مرتكبه للمساءلة القانونية والقانونية.

للمزيد : تابعنا علي دريم نيوز، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى